مصطفى ملو
أصبح السي عصيد في الأونة الأخيرة يتحدث حديث الإنسان الواثق من نفسه,يتحدث كمن حقق أشياء كبيرة ومهمة للقضية الأمازيغية, ففي هذا المقال المعنون ب :عندما ينسى وزير الثقافة أنه “وزير', نجده يصول ويجول دون خيط رابط بين أفكاره ;
فمن انتقاذ حميش كشخص, إلى إنتقاذه كوزير,إلى الحديث عن المنظومة التربوية واختلالتها,إلى الحديث عن الحرف الأمازيغي,ثم ماسمي بالحركة الوطنية,إلى الإسلامويين...وما يهمنا هنا هو قول عصيد بالتنازل عن الحرف اللاتيني لصالح حرف تيفيناغ ولهذا الإعتراف دلالتين:
-الأولى أن عصيد يتحدث عن هذا التنازل باعتباره إنجازا عظيما وانتصارا على الإسلامويين المتبنين للحرف الأرمي, وهنا يتضح أن عصيد ومن معه أثاروا الإنتصار على أصحاب الحرف العربي على مصلحة اللغة الأمازيغية ومستقبلها.-الدلالة الثانية أن اعتراف عصيد بالتنازل,إنما يدل على أن عصيد ورفاقه كانوا مسلوبي الإرادة عند اختيار هذا الحرف,وأن هناك سلطة فوقية هي من أملت عليهم بل ربما أرغمتهم على تبني حرف تيفيناغ.وتحدث عصيد بحماس عما يسميه بالإنصاف والمصالحة!! عجبا لفيلسوف يتبنى العقلانية مذهبا أن يقول بهكذا كلام,الإنصاف والمصالحة لن يأتيا إلا بفتح صفحة الماضي وقراءتها قراءة جيدة ورصينة قبل طيها,الإنصاف والمصالحة ينبغي أن يأتي بعد محاكمة مجرمي الحرب,والمجرمين ضد الإنسانية.والخونة الذين سببوا الويلات لهذا الوطن المكلوم,وسببوا له جراحا لن يدويها لا الإ نصاف ولاالمصالحة,يجب محاكمة كل هؤلاء سواء من لايزال على قيد الحياة أو من وافتهم المنية ثم بعد ذلك نقول مرحبا بالإنصاف والمصالحة ,أما أن تفتح صفحة الماضي لتطوى فهو ضحك على الذقون وديماغوجية لم يعد يصدقها حتى الإنسان الساذج,ويظهر أن عصيد يؤيد بشكل كبير مشروع الحكم الذاتي للأقاليم الصحراوية,وكأن هذه الأقاليم لم تكن تتمتع بوضع خاص منذ زمان وإن لم يكن هذا الوضع يرقى إلى مستوىالحكم الذاتي;فبينما تعرف جل المناطق المغربية ارتفاعا مهولا في أسعار المواد الغذائية نجد المناطق الصحراوية التي تثير شفقة عصيد تعرف رخاءا كبيرا في الأسعار,وبينما يتمتع طلبة هذه المناطق بحقوق أقل مايمكن أن يقال عنها أنها بمثابة تدليل من طرف الدولة لهؤلاء و لامجال هنا لذكر بعض من هذه الحقوق والإمتيازات,قلت بينما هم كذلك نجد أبناء القرى النائية من الفقراء يحرمون من المنحة التي هي حق وليس امتياز,كما يحرمون من السكن والمطعم الجامعي -حالة مكناس- فمن هم الأجدر بأن يتمتعوا بحكم ذاتي ويستفيدوا من ترواث مناطقهم التي تنهب يوميا,هل هم أبناء منطقة الأطلس حيث الثروة الغابوية الهائلة,وأبناء الجنوب الشرقي حيث الثروات المعدنية والترواث السياحية التي لاتحتاج إلا إلى إرادة قوية من طرف الدولة لتطويرها والنهوض بها,وأبناء الريف حيث الترواث السمكية والعائدات الكبيرة للجالية المنتمية لهذه المناطق, أم الصحراويون الذين لايفوتون فرصة لإعلان مساندتهم المطلقة للأطروحات الإنفصالية رغم الدلال والغزل والعطف والحنان الذي تتكرم به الدولة المغربية عليهم دون غيرهم,فمن هو الأجدر يا عصيد؟؟!!!تحدث عصيد كذلك عما سمي زورا وبهتانا بالحركة الوطنية وكأن من يحكم المغرب اليوم ليسوا هم حفدة هذه الحركة,دون أن يكلف عصيد نفسه طرح السؤال بأن المؤسسة التي يعمل تحت مظلتها إنما هي شريكة حكومة حفدة -الحركة الوطنية-ولا أرجو من عصيد أن يقول بأنها مستقلة عن حكومة أل فاسي,فمن عين عباس هو نفسه من عين أحمد.
لكي يعود عصيد إلى صوابه باعتباره شريكا للحكومة في مخططاتها خاصة فيما يتعلق بالقضيةالأمازيغية,فلا عصيد ولا غيره بمقدورهم فعل شيء دون إملاء ومصادقة من حفدة الوطنيين بين مئة ألف قوس.إن الأمازيغية لايمكن أن تخضع لمنطق التنازلات والتقزيمات والإملاءات,ولا يمكن للمتنازلين وللمثيرين لمصالحهم الشخصية أن يكونوا مدافعين عن الأمازيغية.والأحرى بعصيد أن يقوم بنقد ذاتي لشخصه أولا,ثم للمؤسسة التي يعمل لها ولا أقول يعمل بها ثانيا,وماقدمته للأمازيغية ثالثا. وهنا أقول لعصيد بيتا شعريا ولايهم إن كان من الشعر الجاهلي أو غيره ,مادامت الحكمة تؤخذ حتى من أفواه السفهاء:
لاتنه عن خلق وتأتي مثله***عار عليك إذا فعلت عظيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق