التيباوين هو ذاك البائع المتجول الذي كان يجر عربته، التي كان يبيع فيها الفول، حيث كان حين يجرها ينادي :" التيباوين.. التيباوين.." حتى لقب بها.
فالتيباوين ليس إسما لإنسان مقيدا في حالته المدنية، إنما هو إسم لعنصر مقيد في الخالة المدنية لمجموعة القطانيات، ألا وهو " الفول اليابس"...
كان التيباوين بائعا متجولا يبيع الفول قرب أبواب المدارس، كل تلميذ كان يعجبه فوله، وعربته كان مطبخ كل تلميذ، ونعود إلى منازلنا شابعين لا نرغب في شيء.
في صبيحة يوم من الأيام، تفاجأنا بنبأ وفاته، ومن شدة حبنا له بكينا وبكينا، ولم نجد من يواسينا، فعدنا إلى بيوتنا والحالة لم تبدو علينا كما كنا. ودعنا التيباوين وودعنا الفول...
مات التيباوين رحمه الله، فاللهم اغفر له وارخمه يا رب العالمين، واللهم اغفر له ذنوبه وخطاياه كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس... امين.. امين.. امين.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
فإذا مات التيباوين، فإنه ترك وراؤه مجموعة من البتيباوينات التي تحمل لقبه. فتيباويننا نحن ليس بائعا متجولا يبيع الفول، بل إنه بائع يبيع ويشتري في الناس، ومن قلة انتشار أقوال الناس. استيقظ ذات يوم على فكرة تأسيس جمعية تنموية تدافع عن مشاكل وهموم أبناء الحي الذي أصبح صفحة طواها الزمان. وكان الإسم المتفق عليه من قبل أعضاء جمعيته هو : "جمعية التيباوين للتضامن والتنمية" لتصبح مشروعه الوحيد التي يستمد منها قوت يومه.
بعد تأسيسه لهذه الجمعيةفي الأعوام الماضية، قدم طلبا للجهات المسؤولة عن الجمعيات المدنية، توصل بشيك فيه 10 آلاف درهم، فأخذ هذا المبلغ الذي لم يتعب عليه، فذهب به مباشرة إلى Bar Chafarinas حيث الأضواء والكؤوس و... فاستيقظ في صباح اليوم الثاني على درب الحزقة. ولم يجد في رأسماله إلا جمعيته.
ضاع المليون في الخمر والخميرة ! لكن الغريب في هذا الأمر أن التيباوين وعد المسؤولون بتنظيم دوري في كرة القدم. إذن فبماذا سينظم هذا الدوري وهو لا يملك في جيبه سوى مفاتيح منزله؟ ! وأين سيجد المليون الذي ضاع منه هباءا منثورا؟...
يبدو لنا من خلال ما قدمه أنه تصرف بشجاعة ولعب مع السلطات بالنار والنار سوف تحرقه حين ستكبر في يوم من الأيام. مليون سنتيم شربها خمرا، والدوري على وشك الإنتظار... ولأجل الدفاع عن حريرته، كتب التيباوين إعلا يخاطب فيه الفرق الرياضية : "تنظم جمعية التيباوين دوري في كرة القدم... فعلى الراغبين في المشاركة في هذا الدوري الإتيان بــ 300 درهم" فظهرت 16 فرق مشاركة، دون أن نغفل ذكر الفرق التي لم تحضى بالقبول. فحصل التيباوين على 4800 درهم. وفي اختتام هذا الدوري الكبير الذي كان يبلغ فية عدد المتفرجين عشرون شخصا ! وزع رئيس الجمعية السيد المحترم والمقتدر "التيباوين" جوائز رائعة، الأولى كانت عبارة عن كأس يشبه الكأس الذي أشرب فيه القهوة ! أما الجائزة الثانية فالكل يعرفها ويتمنى أن يتصور معها ! انتهى الدوري في أمن وسلام والجماهير المساندة لرئيس الجمعية تردد : "النصر للتيباوين.. يحيا التيباوين.. عاش التيباوين.. الكل للتيباوين"... وحصل التيباوين على نصيب وافر في هذا الدوري حتى لم يعد يعرف كاتب الجمعية من أمين ماليتها. وانتهت الجمعية بالفشل الذي لم يكن في الحسبان.
الكل استقالوا، توقفت الجمعية، لكن التيباوين لم يتوقف، لا زال يمضأ في الإلتزامات مع جمعيات أخرى كأن جمعية لا زالت حية وأنها لن تموت أبدا !
وبعد القيل والقال عنه، نفض التيباوين الغبار عن ظهره، فقام من جديد ليجدد مكتبه، ووعد الجماهير بأن أعماله ستتزايد، فقام من سباته في وقت متأخر، على فكرة تنظيم دوري آخر في كرة القدم المصغرة تحت شعار : "الرياضة أساس التنمية البشرية" واختار أن يكون هذه المرة في مدينة إمزورن. لكن السؤال المتداول بين الضمائر الحية السليطة على هذه الأحداث : لماذا نظم الدوري في إمزورن ولم ينظم في الحسيمة؟
-ما سر تسمية الشعار بــ "الرياضة أساس التنمية البشرية"؟
لكن الأجوبة هي :
- لماذا نظم الدوري في إمزورن ولم ينظم في الحسيمة؟
فكرة تنظيم الدوري في إمزورن ليس غرضه هو رفع العزلة والتهميش على هذه المدينة كما يقول، بل غرضه غرض شخصي. لم يفكر في تنظيم هذا الدوري في مدينة إمزورن حتى وجد أن ساكنة الحسيمة بأكملها ضده، وهذا دليل على أفعاله، فالتيباوين يعرف أنه إذا نظم الدوري في الحسيمة فسيحظى بالفشل، كل الجماهير عاقت به اليوم ولم يعد أحد يسمع لخزعبلاته...
- ما سر تسمية الشعار بــ "الرياضة أساس التنمية البشرية"؟
أما شعار "الرياضة أساس التنمية البشرية"، فالجواب هو : كان عليه أن يسميه تحت شعار "الرياضة في خدمة الجيوب المثقوبة" أو "الرياضة أساس رئيس الجمعية"... والمهزلة الكبرى هي صورة عبد الكريم الخطابي التي وضعها في شعاره. هل أصبح عبد الكريم الخطابي قنطرة يستعملها المرضى للوصول إلى أغراض شخصية؟ هل وهل؟؟
وفي الأخير أتمنى لرئيس الجمعية مسيرة كروية موقفة في التخرويض و...
الكاتب : سفيان الهاني..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق