احتفاء باليوم العالمي للغة الأم نظمت جمعية تيللي ن أدرار الثقافية و الاجتماعية بتنسيق مع جمعية تاوسنا لأجماك أيت وادريم للثقافة و التراث الأمازيغي ندوة فكرية تحت عنوان :" فن أجماك : ثقافة و تراث" يوم الأحد 21 فبراير 2010 بقاعة الاحتماعات التابعة لبلدية أيت باها على الساعة الثاثلة زوالا. وأطر هذه الندوة كل من الاستاد عبدالرحمان فارس و الاستاد رشيد جدال. وبحضور مجموعة من إنضامن حماد أودريس، الريس حماد حنتج، الحاج أوزال و آخرون....
وتأتي هذه الندوة في إطار رغبة الجمعيتين في التعريف بهذا الفن لدى الشباب باعتباره فن راق له مميزاته و خصائصه ورواده وجمهوره من جهة ومن جهة أخرى التعريف باليوم العالمي للغة الام الذي يصادف 21 فبراير من كل سنة من خلال إبراز أهمية الإبداع باللغة الأم " فن أجماك نمودجا" لدى الساكنة المحلية ورفع تلك الصورة النمطية الفلكلورية عن هذا النوع الإبداعي الفني.
الأستاذ رشيد جدال ( استاد بالثانوي وحاصل على الماستر في الدراسات الأمازيغية ) كان أول المتدخلين و تناول موضوع تامديازت نوسايس مستعرضا أهم الأنواع الادبية الشعرية المتغناة بإسوياس التي تنضوي تحت فن أحواش: أهنقار، الدرست، تيمناضين، أهياض، أحربيل، تماووشت، أكلاكال، أجماك....
واعتبر في مداخلته أن أسايس فضاء مقدس له حرمته فهو فضاء حميمي ومكان للتربية و الحكمة كما يتخذ عدة أسماء منها: أبراز، أسراك، أنرار، أسرير... أما بخصوص المواضيع التي تتناولها تامديازت نوسايس فهي عديدة تتجسد في الاهتمامات التي تشغل حياة الفرد و المجتمع: مواضيع اجتماعية، سياسية، دينية... واستشهد بالمساجلة الشعرية بين الشاعرين الحاج عابد أوطاطا و أجماع...
المداخلة الثانية تناول فيها الأستاد عبدالرحمان فارس ( استاد مهتم بفن أجماك و فاعل جمعوي) أهم ما يميز فن أحواش عامة و فن أجماك خاصة: الانسان الأمازيغي ابدع عبر تاريخه العريق في شتى المجالات و شيد حضارة عظيمة تتجسد في أساليب الزراعة ، أبجدية تيفيناغ، الخطارات، إكودار، سن القوانين العرفية...و ابدع في المجال الرمزي و المخيل الجماعي المتمثل في فن أحواش و أحيدوس....
ففن أحواش عبارة عن غناء جماعي في الهواء الطلق على العموم وهو مجال الإبداع في الشعر و اللحن و الغناء و الرقص و هو كذلك دعوة لحضور منتديات القبيلة.
وقبل الحديث عن فن أجماك استطرد بعض الفنون الغنائية الأمازيغية التي تستمد ألحانها و أشعارها و أغانيها من فن أحواش: تيرويسا، تاكروبييت و تاكيطارت معززا استطراده بأمثلة عن كل فن غنائي.
أجماك: فن غنائي ابداعي جماعي ينتشر في رقعة جغرافية مهمة يندرج تحت لواء فن أحواش بصفة عامة. فأجماك ينتشر في منطقتين أشتوكن أيت باها و إرسموكن فباستثناء الشريط الساحلي و ماست فأجماك يمارس في القبائل التالية: إداومحند، أيت وادريم أيت ميلك أيت صواب أيت باها، إيلالن...في حين انقرض في بعض المناطق التي كان يعرف بها كإداوكنيضيف و أيت مزال...
أما العناصر المكونة لفن أجماك فحددها في المكونات التالية:
لعمت l3mt: وهي مجموع المشاركين في فرقة أجماك و يتراوح عددهم بين 30 و 50 مشارك, في زي تقليدي وخنجر يبين مدى الأهمية الرمزية لأسايس.
إد بوتلونا idbutlluna: يتراوح عددهم 10 ويتزعمهم فردان يقومان بأصندر. إد بوتلونا يتوسطون بين المجموعتين المتنافستين داخل فرقة أجماك.
إمديازن أو إنضامن imdyazn nd inđđamn: يتدخلون بشعرهم ضمن الفرقة و يصعب تحديدهم من بين المشاركين لكن في الغالب يكون هناك اثنان كل يتزعم مجموعته في قرض الشعر و الرد على المنافس في وقت وجيز.
أكدود agdud: او الجمهور : فن أجماك له جمهوره الخاص، جمهور يعشق الكلمة المعبرة و الاستمتاع بالمساجلات الشعرية. والجمهور يتكون من الرجال و النساء و الأطفال كل يشجع بطريقته : لعياض بالنسبة للرجال و تاغريت بالنسبة للنساء.
إنفران infran: أو النقاد الذين ينقسمون بدورهم إلى عدة انواع : إمديازن الغير المشاركين في فرقة أجماك ويقومون بنقد تينضامين الصادرة عن ذلك الشاعر أو ذاك من حيث الوزن و اللحن وتوظيف الكلمات و الصور المجازية إلخ... المستمعون وهم عشاق فن أجماك ويحاولون فك الصور المجازية الشعرية و فهم مغزاها ودلالته......
واختتمت الندوة بتنضامت من إلقاء الشاعر حماد أودريس تناول فيها حالة فن أجماك الذي يعاني من التهميش و الإقصاء الممنهج.
كاتب عام جمعية تيللي ن أدرار الثقافية الإجتماعية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق