الرياضة رهينة الحركة ،فلا يمكن تصور رياضة بدنية بمعزل عن الحركة وهذا حال العدو الريفي الذي تعرفنا عليه منذ صغرنا عن طريق وسائل الاٍعلام المغربية ، عندما كانت تنقل اٍلينا أجواء المنافسات الرياضية خلال الألعاب الأولمبية ، ولم تكن تهمنا باقي المنافسات الرياضية الأخرى، والسبب بسيط وهو أن المغاربة لم يكونوا متقنين للرياضات الأخرى، فكنا ننتظر بفارغ الصبر وقت العدور الريفي ، وكانت الفرحة تملأ قلوبنا عندما نشاهد سعيد عويطة أو نوال المتوكل ضمن لائحة المتنافسين ، رغم أن قناتنا التلفزية كانت غالبا ما تصدم فرحتنا بعبارة – معذرة عن العطب الخارج عن اٍرادتنا- هذه العبارة التي كانت تصادفنا في أوقات فرحتنا
التي لم نكن معتادين عليها
كنت أتساءل دائما عن سبب تسمية هذا النوع من الرياضة بالعدو الريفي ؟
وقد وجدت جوابا شافيا عند أحد أفراد العائلة عندما أكد لي أن العدو هو الجري والعدو الريفي نسبة اٍلى الريف ، أي أن هذا النوع من الرياضة نسبت اٍلى الريف
و كلمةالريف بالمعنى العام في اللغة العربية تعني البادية
أتحدث هنا عن الثمانينات من القرن العشرين، عندما كنا مواطنين صالحين ، وعمرنا لا يتجاوز الثالثة عشر، هذا الوطنية التي تعلمناها من الاٍعلام المغربي ووسائل التنشئة الاٍجتماعية بصفة عامة
العدو هو الجري والعدو هو الخصم ، والفرق هة الحركة التي توضع على حرف الدال ، فاذا سكن الدال أصبحت العبارة عدوا ريفيا أي جريا ريفيا،ونحمد الله على نعمة الرياضة التي من بها علينا،أما اٍذا رفع الدال فٍان النقاش سيرفع مع الضمة
حينئذ سندخل عالم السياسة والتاريخ
العدو الريفي وأرانب السباق
مالعلاقة التي تربط عالم السياسة بعالم الرياضة؟
تتبعت السنة الماضية أجواء احتفال نادي برشلونة لكرة القدم عقب فوزه بلقب الدوري الاٍسباني ، وما أثار انتباهي هو أن كل اللاعبين والجمهور كانوا يرددون عبارة – عاشت البارصا، عاشت كاطالونيا-فالرياضة عند الكاطالانيين ليست مفصولة عن السياسة ، أما عندنا فكل شيء مفصول عن الآخر الا السلط ، فالسلطة التشريعية والقضائيةو التنفيذية في تناغم دائم
الآن أريد أن أنتقل بكم الى علاقة العدو الريفي بالعدو الريفي كيف ذلك؟
الريف يعيش مخاضا سياسيا فس الآونة الأخيرة ، خاصة بعد الزلزال الذي كشف عن عورة المخزن، وأصبح النقاش حول الريف نقاش الساعة ، وقد نظمت مجموعة من اللقاءات حول تاريخ الريف من طرف جمعيات أمازيغية ريفية، كما طرحت الحركة من أجل الحكم الذاتي للريف فكرة ضرورة تمتيع الريف بنظام الحكم الذاتي ، وبعد الخطاب الملكي الذي تحدث عن الجهوية الموسعة وتشكيل لجنة خاصة لذلك ، أطل علينا مجموعة من المثقفين الذين كاموا يتهمون المطالبين بالحكم الذاتي للريف مجرد شباب متحمسين لفكرة لم يفهموها أصلا، هنا أريد أن أقول أن هذه السلوكات قد اعتدنا عليها في المشهد السياسي المغربي ، فانتم تتذكرون خطاب بعض السياسيين المغاربة كيف تغير من خطاب ضد الأمازيغية اٍلى خطاب مع الامازيغية بعد تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وهذا هو النفاق السياسي الذي يميز اغلبية ساستنا
ماذا يجري الآن؟
الحركة من أجل الحكم الذاتي للريف نظمت لقاءات وحاولت أن تعمق النقاش بين الريفيين ، كما أن مجموعة من الجمعيات نظمت لقاءات حول تقرير مصير الريف أو مستقبل الريف، هذا الأمر الذي ثار قلق المخزن ودوائره السياسية
مطلب الحكم الذاتي للريف أصبح أمرا واقعيا في المرحلة الحالية ، خاصة بعدما أكدت الحركة على أنها عازمة على تنظيم لقاءات في أفق تنظيم مؤتمر الحركة
في هذا السياق بالذات بدأ المخزن يخرج اٍلى الوجود أرانبه ، أرانب السباق التي كان تنهجها بعض فرق العدو الريفي ، أرانب ستعمل على محاولة اٍخماد فعالية المطالبين بضرورة تمتيع الريف بنظام الحكم الذاتي ، كما كان يفعل الكينيون خلال مسابقات العدو الريفي
أرانب العدو الريفي تعمل على رفع سرعة السباق منذ البداية
أرانب المخزن أو أرانب العدو الريفي (برفع الدال ) تعمل على خفض حدة النقاش الجدي حول مستقبل الريف ، وتحاول ان تؤكد على أن أي مبادرة للتغيير يجب أن تنطلق من المخزن وليس من المجتمع المدني
أرانب العدو الريفي
أرانب في الريف
أرانب في أوروبا
أرانب في كل مكان
محمد اٍنعيسى
مارسيليا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق