الجمعة، 5 مارس 2010

الة قياس لذة قرقرة امعاء المعطل ، وشرف الشغل


بالمغرب لا يوجد  سياسيون محترفون ، بل سياسيون من نوع اخر " بناؤون عطاشون" متخصصون في البناء الايل للسقوط عند ابسط زلزال اجتماعي واقتصادي وسياسي وثقافي  ، اذ لوكان المغرب وحكومته  يتوفران  على سياسي محترف لاصبح يخاف على مستقبله  السياسي الذي  اصبح  رهينا  بملف  المعطلين والعاطلين  عن العمل  وان المحافظة  على توازن اطراف الحكم  اصبح مرتبطا  بشكل كلي  بايجاد حل لهذه الماساة .


عندما يتم انتداب  مندوب عن كل هياة سياسية ليمثلها  في الجمع العام او في البرلمان " قبان "  الذي يخصص لموضوع البطالة والتشغيل  .يحتدم  النقاش  بين الحاضرين  وسط  "شيكات موقعة على بياض" بين ممن حضر في ليالي الخمر والسمر  لايجاد حل لمعضلة البطالة وحملة الشواهد المعطلين ، تتراءى كثافة دخان تتحول الى اشكال  هندسية غريبة ، ينتج عنها  تعب  الجميع.
  ويتبين،   ان المشكل  اصعب مما كانوا يتصورون عندما يستنفرون "نفاريهم"،  و"نفافيرهم" بالانتخابات التشريعية السابقة واللاحقة عندما يعدوننا بارقام ضخمة  كما حدث في السابق بايجاد فرص عمل لالاف  مؤلفة "مصارينهم خاوية "   ان لم نقل الملايين من مناصب الشغل لحملة الشواهد المعطلين .
  فميزانية الدولة  لاتتحمل خلق مناصب  جديدة ولا مشاريع  جديدة . والحل السحري هو خلق مشاريع ومناصب من اموال  الناس  بحيث يكون  فضل الدولة  هو الاشراف  على الفكرة  والعمل  على تجسيدها  في الواقع ، بدا النوم  يدب الى الجميع داخل البرلمان المملوء بالجهلة  والبطن المتخم  والضمير التعبان فوق " الكوسان" بحيث تحول البعض من" الحمارة "الى" الطيارة " ومتعة "الطرق السيارة " يجهلون حتى الف باء الدستور الذي يقر الحق في الشغل والعيش الكريم .
 بدا احمرار العيون  بالجمع العام  في مجلس الحكومة و " القبان "  وتململ الاجسام  وتكاثر التثاؤب ، لم تنفع مع ذلك  لا القهوة المركزة ، ولا مشروب " الكوكاكولا" ولا " الشويبس " " طونيك" ولا "الوسكي" ، ارتسمت علامات ياس في اعين الجميع وبشكل مفاجئ ، صرخ احدهم ذات زمان  قائلا :
عندي فكرة ، بما اننا نحن المحترفون عفوا " مقاولون سياسيون  عطاشون " عجزنا عن ايجاد  حل لهذه الماساة ، فلماذا لانطرح  الامر على طباخ  الحيتان  ، فمن يدري ؟ .
ضحك الجميع مرة واحدة ، وتحولت ضحكاتهم الى صخب قوي ، ثم اخذ كل واحد منهم  يتامل الاخر .. ونظروا  الى صاحب  الاقتراح في ذهول  وكانهم يقولون ، ولم لا؟ ماذا سنخسر ؟ لنجرب ! !
نادوا على الطباخ ، دخل عليهم  والحرج باديا  عليه ، اجلسوه وبعد طمانته  قال له صاحب الفكرة :
-          نريد  ان نشغل  العاطلين والمعطلين   بدون ان نخسر شيئا ، اي بطريقة جنونية ، فالدولة لاتملك مالا  ولكنها تريد رغم ذلك تشغيل الذين  هم بدون عمل فماهو الحل في نظرك ؟
ابتسم الرجل في حياء . ثم ضحك بادب ، ثم قهقه كالمجنون ، تمايل ، تمايل من شدة الضحك حتى كاد يسقط ، فمد  يده الى بطنه  لكي يخفف من الم الضحك  ثم قال :
-          تريدون ايجاد شغل بدون مال .. وتطلبون مني  انا الطباخ الامي المسكين  ذلك ؟ ولم لا .. لقد سبق لي  ان فكرت  في الامر  .. وبحت به لزوجتي .. وسوف اقول لكم ما الذي  توصلت اليه  لقد لاحظت منذ سنين  ان هناك اشخاصا وهيئات في الحكومة وخارج الحكومة   معينون يتفرجون و يتلذذون بعملية" التفرج والفرجة والتفراج "  – امام الملا – بتاملهم في بعض الاشياء  او ملامستهم لها ، مثلا كان الطباخ الذي يتحدث  يقول :  – في شبابي  استغل الزحام  واضع يدي  بخفة على مؤخرة امراة او على نهدها  او اقرب انفي  من شعرها ، واعتقد ان امثالي  كثيرون ، اما الذين يتمتعون من بعيد  ويظهرون  ذلك باخراج السنتهم ، او بجعل ايديهم تحتك فيما بينها ، او ببعض الحركات الدالة  من عيونهم  ان يذهلوهم  او لاضطراب  اجسادهم  وانتصاب ذكورهم  فهم كثيرون فهم اعضاء في الحكومة واجهزتها ،   لايمكن عدهم ( ويمكن قول نفس الشيء بالنسبة عن النساء)  لكن كيف نثبت بالدليل  القاطع  ان هذا الشخص الحكومي  قد تلذذ فعلا ، بفعل  اوركازم او نشوة التفرج   ؟ 
-          اني اقترح صنع الة تسمى" الة قياس  لذة الحكومة على التفرج والتفراج"  ، يمولها الشعب   من خلال سن ضريبة  يمكن تسميتها " ضريبة الة قياس لذة  التفرج والتفراج على المعطلين "  وبعد صنعها تباع  اجباريا  لكل المواطنين  البالغين ، وهذا في حد ذاته  يعتبر طريقة فعالة  لجلب المال  وتجميعه  بالاضافة الى انه سيشغل المصممين  والصناع والمراقبين  والحراس والباعة ...
وبعد تعميم التوزيع  تسن " ضريبة لذة رصد  الفرجة والتفراج والفرجة والتبرج  " ذلك ان الة قياس اللذة  سيتم مراقبتها من طرف متخصصين كل شهر ، وكل من سجلت الته تلذذا في التفرج الحكومي على "قرقرة " بسبب كثرة الطيور في معدة المعطلين المضربين عن الطعام ،  سوف يؤدي ضريبة تتصاعد كلما تصاعد  "التلذذ الفرجوي"   ، وهذه العملية  سوف تشغل مسجلي  درجات اللذة ومحصلي  الضرائب  ومسجلي المخالفات ...
وبما اننا بشر ، فمن الضروري ان نتوقع ان الكثيرين  من مواطنينا المتلذذين ب"التفراج" مع حكومة "الفرجة والتفرج"  لن يؤدوا واجباتهم الضريبية ، ولهذا سوف نضطر لبناء  محاكم خاصة  بهذا النوع  من المخالفات  تسمى " محاكم الاعتقال التلذذي ، على غرار الاعتقال السياسي  " ومتى وجدت المحاكم وجدت السجون  التي سوف تسمى " سجون لذة التفراج  " ...
فكما ترون ايها السادة  فالحكومة  الموقرة  لن تخسر من جيبها و لا مليما واحدا .
 
                                       قبلات  حارة لمعطلي تارودانت ، نبحث عن اياديهم لنصافحهم بحرارة  .
 
                                                                           محمد بلكميمي / بولمان 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق