الأربعاء، 26 ماي 2010

بيان من الدولة ونداء إلى جميع الأمم

حكومة جمهورية الريف
نحن، حكومة جمهورية الريف، المؤسسة في يوليوز 1921 نعلن ونشعر الدول المشتركة في معاهدة الجزيرة الخضراء عام 1906، بأن المطامح العليا التي أدت إلى تلك المعاهدة لا يمكن أن تحقق قط، الأمر الذي أثبته تاريخ الأيام الماضية، وذلك بسبب الخطيئة البدئية القائلة أن بلادنا، الريف، تشكل جزءا من المغرب، إن بلادنا تشكل جغرافيا جزءا من إفريقيا، ومع ذلك فهي منفصلة بصورة واضحة عن الداخل، وبالتالي فقد شكلت جنسيا عرقا منفصلا عن سائر العروق الإفريقية التي اختلطت بالأوربيين والفينيقيين قبل مئات السنوات بفعل الهجرة. كذلك تختلف لغتنا بصورة بينة عن اللغات الأخرى، المغربية أو الإفريقية أو سواها... فنحن الريفيين لسنا مغاربة البتة، كما أن الانجليز لا يمكن أن يعتبروا أنفسهم ألمانا. ولعل هذا المزيج العرقي هو الذي يجعلنا أشبه ما نكون بالانجليز في إرادتنا المطلقة في الاستقلال وفي رغبتنا في أن نكون على اتصال مع أمم الأرض جميعا. إننا ندعو بهذا البيان جميع الشعوب من أية جهة من العالم ومن أية أمة كانت للمجيء إلينا واستكشاف مناطقنا المجهولة بواسطة العلماء والجيولوجيين والكيمائيين والمهندسيين، بدوافع تجارية ومن دون أي قصد حربي.
إننا ندافع عن أرضينا ضد غزو القوات الإسبانية التي تفرض علينا الحرب متذرعة بمعاهدة الجزيرة الخضراء. إن هذه المعاهدة تعلن استقلال سلطان المغرب وسيادته، وسلامة أراضيه، والاستقلال الاقتصادي من دون أي تفاوت وإذ نوافق على المبدأين الأولين فيما يتعلق بأراضي السلطان. فإننا ننادي بالشيء نفسه من أجل ريفنا الذي لم يدفع قط حتى الآن الضرائب أو الجزيات للمخزن، كما لا يتلق المعونة أو المخصصات من أجل تطوره. وإننا لراغبون في إقامة الحرية الاقتصادية دون تفاوت في جمهوريتنا. ولذا فقد سمينا ممثلا تجاريا من أجل تطوير الثروات الكبيرة لبلادنا بواسطة دعوة أصحاب الأعمال من جميع الأمم بحيث يسود "حكم من النظام والسلم والرخاء". ولقد أشعرنا في يوليوز 1921 سفراء انجلترا وأميركا وفرنسا وإيطاليا في طنجة بأننا نعلن جمهورية الريف، ونحن لا نبرح تخوض بنجاح حربا مشروعة ضد اسبانيا دفاعا عن استقلالنا، وسوف نثابر على ذلك حتى نحصل على السلام والحرية والاعتراف باستقلالنا ضمن أراضي جمهوريتنا الكاملة من خط الحدود مع المغرب حتى البحر المتوسط، ومن ملوية حتى المحيط وإننا لندعو هنا جميع البلدان إلى إقامة الخدمات القنصلية والدبلوماسية في مركز حكومتنا الحالي في أجدير، حيث ستمنح لهم التسهيلات، وحيث سيحظون بكل ترحاب.
التوقيع
محمد بن عبد الكريم الخطابي
أورده روبرت فورنو في كتابه: عبد الكريم أمير الريف. أنظر الترجمة العربية للكتاب الصادرة عن دار دمشق ب ت – ص. 76 – 77.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق