الثلاثاء، 25 ماي 2010

مشروع لليسار أم بؤس ليسار مغربي؟

حقيقة أثار استغرابي الميوعة السياسية التي أصبح البعض اليوم يتبناها ويروج لها بشمال المغرب ، والتي يتم نقلها على ظهر خطاب قمة في البؤس ، وقد عكسته الكلمة التأبينية التي ألقاها المنسق العام لمنتدى حقوق الإنسان بشمال المغرب . حيث نجد في ثناياها تعابير لها دلالات خاصة من قبيل " تحية حقوقية شمالية "، فهل معناه أن حقوق الإنسان فيها ما هو شمالي وجنوبي وربما ابيض واسود ونسائي وذكوري و ... ؟ ، وهل معناه كذلك أن حقوق الإنسان بشمال المغرب لها وضع خاص ومنتهكين مختلفين عن باقي المغرب ؟ بمعنى هل وضعية حقوق الإنسان بشمال المغرب تتطلب نضالا خاصا مختلفا عن النضال الحقوقي والسياسي الذي يخوضه الشعب المغربي ضد أعدائه الطبقيين على طول وعرض هذا الوطن .
ما معنى تقديم التعازي لأهالي المنطقة الشمالية خاصة ، هل يحيل ذلك في ثقافة صاحب الخطاب أن الشهيد حمل روحه على كفه من اجل شمال حر فقط ! أم من اجل مغرب ديمقراطي متحرر من ثقافة الاستبداد والحزب الوحيد ؟
وعندما كان حزب الاستقلال يخوض صراعه الطبقي بتحالف وثيق مع القصر ضد المعارضة و يباشر تصفياته في حقها ، هل كان يستهدف شمال المغرب ، أم كان يهدف إلى تثبيت النظام الطبقي المخزني الذي كان مازال هشا ومهددا ، ليس فقط من طرف مناضلين منحدرين من شمال المغرب ، بل من حركات سياسية لها خلفيات طبقية مختلفة عن التي تحرك مصالح النظام السياسي الحاكم بالبلاد حينها وحلفائه.
الم يكن حزب الاستقلال أداة سياسية وثيقة الارتباط بباقي الأدوات السياسية للنظام الحاكم الباحث عن الاستقرار والثبات ، والهادفة إلى بناء نظام سياسي مخزني ضمن مشروعه هو والداعمين له ،و يروم السيطرة على خيرات البلاد ووضعها تحت تصرف الطبقة السياسية المسيطرة والتي كان ضمنها حزب الاستقلال وآخرون ، وقد كان ظهور الاتحاد الوطني للقوات الشعبية وقوى سياسية أخرى تعبير عن فرز اجتماعي قائم في صفوف الحركة الوطنية .
لقد بدا يخيفني هذا الخطاب الذي يروم عزل شمال المغرب ويبحث عن انعزاليته، وتحويله آليا وميكانيكيا وبلي مغفل لعنق التاريخية للتاريخ ،إلى ريف كبير أو امازيغ تعرضوا إلى التعريب في لحظة تاريخية معينة ، ناسيا أو متجاهلا أن بناء خصوصية على هوية مفرغة من بعدها التاريخي لن يكون في نهاية المطاف سوى تكرار درامي لنفس الخط الذي جسده حزب الاستقلال في احد مراحل نموه السياسي واندماجه الطبقي مع المخزن وحراس مصالح الاستعمار ، والمتمثل في الجريمة السياسية التي كان من بينها الشهيد الطود وآخرون، والعنصرية والانغلاق، وهل هناك خصوصية للكائن البشري أقوى من الكونية ، وهل للجزء قيمة خارج الكل ، وهل الشمال المغربي لوحده قادر على تحقيق أي تقدم نضالي ينشد الديمقراطية والتحرر ، وما معنى شمال المغرب في التعبير السياسي إذا أردنا الدقة أكثر ، وهل هو تكتل منسجم المصالح ومتوحد في غاياته السياسية ؟ أسئلة كثيرة يجب طرحها في هذا المنحى .
أليس ما يتم التأسيس له ومحاولة تصويغه من طرف أصدقائنا في المنتدى او غيرهم ، تارة بدعوى الخصوصية وأخرى بالجهوية ، واعتماد مصطلحات من قبيل الريف الكبير ، ومحاولة التوظيف السياسوي الضيق لبعض الأبحاث التاريخية الفاقدة للبوصلة السياسية ، نوع من التأصيل للطائفية على شاكلة لبنان . والطائفية لا مشروع مجتمعي لها إلى ضمن المشروع البرجوازي العام . و الغموض السياسي والاستعمال غير المدروس لبعض القضايا لن يستفيد منه سوى الطرف القوي المسيطر المنظم و المتوفر على وسائل جر التعبيرات الشاردة إلى صفه .
أحيانا يكون خيار البرجوازية الصغيرة التائهة والمهزومة ، هو الضبابية والغموض الأيديولوجي ، التي تسلم ضمنا بالنظام القائم كأمر واقع ( العديد من أصحاب هذا الخطاب هم اليوم في منزلة بين منزلتين ، فهم طلقوا قناعاتهم اليسارية السابقة وينتظرون خلف باب اليمين ، ومنهم من عانق اليمين والله وليه ) ، وتعمل على الترويج لأفكار وبرامج ، لا هدف منها سوى توهيم الجماهير الشعبية المغربية وخاصة بشمال المغرب أنها في معمعان معركة سياسية لخدمة مصالحها ، مع أنها لا تقوم سوى بدق خزان المخزن من الخارج لإثارة انتباهه إلى كونها جاهزة للاشتغال في صفوفه.
أليس هذه التوجه اغتيال للطموح الذي ظل الشهيد من اجله مغيب الرفات لزمن طويل ، أليس هذا الخط الانعزالي والانغلاقي والطائفي ، غريبا عن روح الشهيد و النضال النبيل الذي خاضه في الإبان ، أليس هذا التوظيف لروح الشهيد وآخرين سياسويا وانتهازيا. أليس ما يتم الترويج له هو الانخراط في الصراع الدائر بالمغرب من الموقع الأجوف والبئيس، وتبسيط للفكر لا يخدم سوى الظلامية ؟. ففي ماذا يختلف بناء مشروع مجتمعي مبني على اللغة والعرق والخصوصية المغلقة الناكرة للبعد التاريخي والعمق الطبقي للصراع ، عن آخر ديني ، أليس المستفيد سوى النظام الرأسمالي التبعي المغربي ، وكم كان يكون مريحا لو أصحابنا عبروا عن ذلك صراحة دون لف ولا دوران ، لاحترمنا حقهم في الاختلاف .
يذكرني هذا الخطاب، بالدفاع عن زراعة الكيف حين تم اعتبار امتداده ، عميقا في جذور هذه المنطقة وان التعايش معه كان دوما عاديا ، و بالتالي أصبح يتم الترويج لخطاب يحاول جعله هو الآخر من خصوصية المنطقة ، ناسين أو متجاهلين أصحابه أن التحول الذي عرفته هذه المادة لم تكن صدفة بل من فعل فاعل وبهدف سياسي يخدم مصالح الطبقة الحاكمة في المغرب وامتداداتها وخاصة منهم قاطنو الشمال ، حيث لم تقدم هذه المادة إلى ساكنة المنطقة أية ايجابية ، اللهم تدجينها السياسي والإيديولوجي والثقافي ،وإفراغها حتى من كينونتها الإنسانية ، وقد تحولت من زراعة عادية إلى منتج لفئة اجتماعية اندمجت اقتصاديا مع المخزن ، واكتسبت خطابه السياسي من الموقع المتخلف، وبالتالي تحول الفلاح البسيط إلى حلقة ضعيفة بدون حيلة، وأصبح رهينة لمافيا المخدرات وعملاء المخزن من موظفي وزارة الداخلية،وأصبحت الفوائد المالية التي يدرها تمول بها الصناديق السوداء التي تستخدم في العمليات المشبوهة ، وللحفاظ على عيشه لم يعد للفلاح البسيط سوى الانبطاح للمخزن وعملائه بالمنطقة . وقد كان من مسؤولية مناضلي الشمال المغربي هو النضال ضد هذه الآفة وليس اعتبارها مكون للخصوصية .
ولكن ليست مفاجئة هذه التحولات المتسارعة في هذا الخطاب ، كما لو كان غد حفله الكبير قريب ، خصوصا عندما نستحضر ، أن الرؤيا التي يحملها أنصاره لبلوغ الحق والديمقراطية وتحرر الشعب المغربي ، ترى في الطبقة العاملة المغربية مثلا أجزاء ، منها ما هو في الشمال وآخر لم يتم الإفصاح عن وجوده بعد ، ولهذا الغرض تم تأسيس نقابات جهوية الأفق ، وهي اليوم مازالت إقليمية. باختصار أقول ، أن هذه الحركات البهلوانية لن تعمل سوى أن تصب في النهاية في طاحونة المخزن وهياكله.
ومن واجب المناضلين المؤمنين بحق الشعب المغربي في التحرر و الديمقراطية ،فضح هذا الخطاب الملغوم ، الذي يبحث عن موطئ قدم داخل فضاء المخزن . أحيانا أصاب بالذعر عندما استعرض إمامي الوجوه التي تروج لهذا الخطاب، لأنني عاطفيا لا أتمكن من قبول تحولها السريع واعتقادها في مشاريع سياسية من قبيل ما نتحدث عنه .
وربما سيكون لحديثنا بقية ...

















نص الكلمة التي ألقاها المنسق العام لمنتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب
بمناسبة تأبين الفقيد الشهيد عبد السلام احمد الطود بمدينة القصر الكبير يوم 14/05/2010 .

أيها الإخوة و الأخوات:
أيها الحضور الكريم:

تحية حقوقية شمالية،لكم جميعا،و تحية حقوقية خاصة لكل من عائلة الفقيد الشهيد عبد السلام احمد الطود الذي أبى إلا أن يجمعنا من حوله من جديد و هو شهيدا،ولعائلة المختطف المجهول المصير،الضابط حدوا اقشيش التي أبت إلا أن تحضر معنا هدا العرس النضالي العظيم والتي كان بودي إدراج كلمتها ضمن هذا الحفل التأبيني.
تحية حقوقية شمالية لكافة عائلات المختطفين و شهداء هدا الوطن و للجنة التنظيمية التي أشرفت على هدا الحفل النضالي لأحد شهداءنا الأبرار بمدينة القصر الكبير.
و بعد
أيها الإخوة أيها الأخوات،إن منتدى حقوق الإنسان،إذ يقدم أحر تعازيه لعائلة المختطف الشهيد فهو يقدم بدالك تعازيه للمغاربة عامة و أهالي القصر الكبير،والمنطقة الشمالية خاصة،لما كان يشكله الشهيد إلى جانب الكثير من أبناء جيله من رموز للنضال من اجل التحرر و الديمقراطية،من اجل الانعتاق من الاستعمار وبناء دولة المؤسسات،دولة الحق و القانون التي تضمن المساواة و الحرية والعدالة الاجتماعية لكافة المواطنين و المواطنات المغاربة .
إن هذا الجيل من المناضلين و الوطنيين الشرفاء الذين ضحوا بأقدس الحقوق الذي تضمنه جميع المواثيق الدولية ذات الصلة و التشريعات السماوية و الوضعية،ألا و هو الحق في الحياة،عندما وضعوه أمام أيدي جلاديهم فداءا للحق و الكرامة فداءا للمغرب الحر الذي كان لشهيدنا هذا إلى جانب نخبة من الأطر الشمالية شرف تأسيس حزب سياسي بنفس الاسم و مدير جريدته سنة 1952 قبل أن يندمج بحزب الشورى و الاستقلال سنة 1956.
انه جيل شكل بحق مشروعية تاريخية لا ينازعها إلا جاحد، جيل امن بمغرب حر،و الذي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الاستمرار في النضال من اجل استقلال كامل قائم على استكمال تحرير التراب الوطني و دستور ديمقراطي يضمن للشعب السلطة و السيادة.ليضع بذلك قطيعة مع كل من باشروا اوفاق ايكس ليبان التي منحت للمغرب استقلالا بطعم الهزيمة و آمنت استمرار المصالح الاستعمارية الفرنسية عبر معاونيه المباشرين الذين تبوؤوا مناصب حساسة في الدولة إلى جانب القيادات المستنفدة للجناح المهيمن داخل الحركة الوطنية و هو ما اعتبرته هذه الأخيرة سببا كافيا من اجل شرعنة الإرهاب و القتل الممنهج لكل من خالفوهم الرأي ممهدين بذلك الطريق لبروز ما سمي آن ذاك بالحزب الوحيد و العتيد وتعبيد الطريق لاستئثار بالسلطة السياسية والاقتصادية.
ان المنطقة الشمالية للمغرب، و بحكم احتضانها للكثير من الأحزاب السياسية التي منها من تأسس حتى قبل تأسيس حزب الاستقلال نفسه،كانت مدرسة للنضال السياسي و المقاومة و حاضنة لهذه المشروعية التاريخية المغتالة التي ارتبطت تاريخيا بالمدرسة الخطابية،قد نالت النصيب الأوفر من هذا لانتقام الدموي الرهيب الذي باشرته مليشيا حزب الاستقلال في حق أهاليه مع سبق الإصرار و الترصد و إلا ما معنى تأسيس ما سمي في حينها بجيش التحرير المغربي بمدينة تطوان في أكتوبر 1955 برئاسة المرحوم الدكتور الخطيب و بحضور احد الضباط السابقين بالجيش الفرنسي بالجزائر السيد بوزار، في الوقت الذي كانت فيه القيادات السياسية لهذا الجناح المتنفذ داخل الحركة الوطنية يباشر أوفاق ايكس ليبان التي كانت قد شارفت على نهايتها و التي كان من ضمن شروطها التخلي عن سلاح المقاومة و عدم إزعاج الوجود الفرنسي بالجزائر.
إن هذه المليشيات و من اجل انجاز مهمتها القذرة طوال سنوات 55-56-57-58 عملت على فتح الكثير من مراكز الاعتقال و التقليل التي تعد بالعشرات في المنطقة الشمالية و خاصة : جنان دار برشية،جنان الريسوني، دار الخمال الخ ...بتطوان إضافة إلى مراكز أخرى بكل من العرائش و القصر الكبير و الشاون و الحسيمة و الناضورو تازة و غفساي التي زجت فيها بالمئات من المختطفين الذين عذبوا حتى الموت.كيف لا و من القيادات السياسية لهده المليشيات و المباشرين لأوقاف ايكس ليبان من وقع رسالة المطالبة بالإصلاحات التي تم رفعها إلى المقيم العام الفرنسي سنة 1934(كتلة العمل الوطني ) و التي من جملة ما تضمنته في دباجتها هو الشكر و الثناء للقوى الاستعمارية على قضائها على الفتن و رموزها في إشارة إلى المقاومة المسلحة التي كان قد خاضها المجاهدون بالريف و الأطلس بقيادة كل من المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي و موحى حمو زياني ...........
إن هذه الاغتيالات و الاختطافات الجماعية لقياديي هذه المشروعية التاريخية و من ضمنهم الأستاذ عبد السلام أحمد الطود و عبد السلام الهاشمي الطود و الضابط إبراهيم القاضي و الضابط شباطة تركي سعيد و أحمد برير و الخمار و حدوا اقسيش و إبراهيم الوزاني و عباس المسعيدي الخ.........و اللائحة تطول شكلت الحلقات الأولى لمسلسل التصفيات الذي بدأته مليشيا حزب الاستقلال و هو ما نصت عليه الكثير من الأعداد من جريدة الأيام الصادرة في مارس 59 و الناطقة باسم الجبهة الموحدة للمقاومة المغربية (جناح الأستاذ علال الفاسي) في محاولة لتحميل المسؤولية عن هذه الانتهاكات الجسيمة للمنشقين/الاتحاد الوطني الشعبية.ومن بعدها القصر في شخص ولي العهد إن ذاك:المرحوم الملك الراحل الحسن الثاني الذي سيعمل على استكمال هذا المسلسل من التصفيات في حق ما تبقى من هذه المشروعية التاريخية المغتالة و ذلك بعد توليه المسؤولية و القيادة المباشرة لقمع الانتفاضة السلمية بالريف الأوسط أواخر 58 و بداية 59 من غرفة عيلياته بتطوان و التي راح ضحيتها الآلاف من الجرحى و القتلى و المختطفين الذين لازالوا في عداد مجهولين المصير،الذين لم يكن ذنبهم سوى المطالبة بالحق في تسيير شؤونهم بأنفسهم و إشراك الريف في السلطة السياسية و المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين و محاكمة المجرمين عن الاختطافات و الاغتيالات التي كان قد باشرتها مليشيا حزب الاستقلال.و بتواطؤ مباشر للقيادات المتنفذة داخل الحركة الوطنية .
أيها الإخوة و الأخوات إن ما يميز مرحلة بداية الاستقلال هو التنوع في مصدر الجريمة السياسية التي توزعت مسؤوليتها بين المليشيا الحزبية و التي قرت بها الجريدة الرسمية لحزب الاستقلال و لو من باب الفضح و المزايدة و التي ألقت فيها بالمسؤولية على القيادات المنشقة و بين القصر الملكي و هو ما تؤكده جميع الوثائق التاريخية و الملك الراحل نفسه من خلال مضمون الخطاب الذي ألقاه على اثر الانتفاضة الشعبية لأهالي المنطقة الشمالية في يناير 84 و التي راح ضحيتها المئات بين المعتقلين و القتلى الدين دفنوا في مقابر جماعية و التي بقيت مجهولة حتى لدى هيأة الإنصاف و المصالحة و من بعدها المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان! اللهم ما تم السماح بإعلانه و بالطريقة التي يعرفها الجميع.

أيها الإخوة أيتها الأخوات و نحن بصدد الحديث عن هيأة الإنصاف و المصالحة و المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان و ملف ماضي الانتهاكات الجسيمة لابد من الإشارة هنا أن ما لاحظناه اليوم من تهريب لرفاة المختطف الشهيد و تحويل مسار الموكب الجنائزي من طرف المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان الذي أبى إلا أن يحرم المئات من المناضلين و أصدقاء و أقرباء الفقيد من مصاحبة الرفات من العرائش إلى مدينة القصر الكبير ما هو إلا دليل آخر عن مدى محدودية هذه الهيأة في معالجة ملف ماضي الانتهاكات الجسيمة .هذا دون الحديث عن أسلوبها المشبوه في الكشف عن الحقيقة / طريقة كشف مقبرة الدار البيضاء، فاس الناضور و الآن معتقل و مقبرة غفساي الذي تقر جميع الشهادات و المعلومات المؤكدة التي حصلت عليها الهيأة عن احتوائها على رفات العشرات من الشهداء.......
و من ضمنهم حدو اقشيس و آخرون.إن هدا الأسلوب يؤكد لنا من جديد إن ملف ماضي الانتهاكات الجسيمة لازال مفتوحا.و لا يمكن طيه إلا من خلال الكشف عن الحقيقة كاملة من اجل حفظ الذاكرة و إعادة صياغة كتابة تاريخ المغرب عامة و المنطقة الشمالية خاصة و مسائلة القائمين و المسؤولين عنها مع أعمال مبدأ عدم الإفلات من العقاب كضمانة أساسية إلى جانب الضمانات القانونية و الدستورية لعدم تكرار ما جرى.
أيها الإخوة أيتها الأخوات أيها الحضور الكريم،إن منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب اد يعتبر أي محاولة من طرف هيأة الإنصاف و المصالحة و من بعدها المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، التي غيبت المنطقة الشمالية /الريف من التقرير النهائي لحقوق الإنسان بدعوى غياب الشهادات والأدلة،لجر الضرر الفردي والجماعي بشمال المغرب ما هي إلا عملية استباقية من اجل طمس ملف ماضي الانتهاكات الجسيمة وليس معالجتها كما أن المنتدى يعتبر أن أي مصالحة مع المنطقة الشمالية لا يمكن أن تتم إلا من خلال كشف الحقيقة كاملة و تمكين الريف الكبير من حقوقه التاريخية و الاقتصادية و السياسية و هي نفس الحقوق التي استشهد من اجلها المئات بل الآلاف من أبناء هده المنطقة، كما أن المدخل لأي مصالحة مع المنطقة الشمالية خاصة و المغرب عامة أساسه:
1- الاعتذار الرسمي و الصريح لرئيس الدولة عن مضمون الخطاب الملكي للملك الراحل الحسن الثاني لسنة 1984 الذي اعترف من خلاله بعد كل أوصاف الشتم و السب في حق أهالي هده المنطقة و اعترافه بمسؤوليته المباشرة عن مجازر انتفاضة الريف الأوسط 58/59 .
2- اعتذار حزب الاستقلال عن ما اقترفته مليشياته من انتهاكات جسيمة في حق أهالي الريف خاصة و المغرب عامة مادام الحزب لم يصدر أي بيان إدانة لها في حينها و الكشف عن الأرشيف الذي يتوفر عليه حفظا للذاكرة الجماعية و إعمالا لمبدأ عدم النسيان و تفادي إتلافها باعتبارها جزءا لا يتجزأ من تاريخ منطقتنا.

و السلام عليكم و رحمة الله على روح الفقيد.

انتهى
14/05/10
المنسق العام. ذ التدموري عبد الوهاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق