فضحت فيضانات واد تانوبارت ليوم الثلاثاء 09 مارس 2010، مزاعم المسؤولين المحليين من سلطات إقليمية والمجلسي الإقليمي والقروي لجماعة المعازيز بإقليم الخميسات، فالخسائر كانت فادحة، راحت ضحيتها مئات الأسر، وجدت نفسها في الشارع بعدما جرف الوادي واسقط العديد من المنازل (35 حسب السلطات) الواقعة بحيي سيدي البوهالي والنهضة (التي تعرف باسم الشجر)، وحسب إفادات السكان انتقل صباح نفس اليوم إلى عين المكان عامل إقليم الخميسات مصحوبا بلجنة من الوقاية المدنية والدرك الملكي وأجهزة أخرى لم تتمكن من تحديدها، قامت بإخلاء المنطقة وتنقيل المتضررين وإيوائهم بدار الثقافة ومدرستي الأخوة وابن سيرين، على أنها تلتزم بتقديم المساعدة الضرورية والمئونة اللازمة للتخفيف من الضرر، غير أنه ولحدود السابعة والنصف ليلا لازال المتضررون في الانتظار.
صورة لبعض الضحايا تم ترحيلهم بمدرسة الأخوة
وإذا كان سكان المنطقة لا يختلفون تماما حول أن مسؤولية ما وقع تتحمله السلطات المحلية والمنتخبون، إلا أن أسباب ذلك في نظرهم يختلف من شخص لآخر، ففي تصريحاتهم أكد البعض أن أسباب ما جرى يرجع لعوامل سياسية بالدرجة الأولى، حيث أن المنطقة ونظرا للأخطار المحتملة في أي لحظة كان بالإمكان إخلائها منذ زمن بعيد، غير أن بعض المنتخبين جعلوا منها مركزا لجلب الناخبين من مناطق أخرى لدعم ترشيحاتهم، دون مبالاة بالعواقب، رغم أن النطقة أصلا هي في ملك جماعة سلالية (السوسين)، فيما اعتبر البعض الآخر أن البيوت التي تم جرفها من طرف سيول الوادي كانت تأوي أزيد من 400 أسرة عكس ما تدعيه السلطات (100 فقط)، وأن هذه الأسر تعاني الفقر المدقع والهشاشة التامة، وأنها بعد الكارثة ستعيش في العراء بأطفالها ونسائها، وأن المياه أخذت كل ما تملك من أثاث وممتلكات، وهو ما أكدته سيدة متضررة في تصريحها كون أن كل ما تملك راح، حتى الأغنام التي تم اقتنائها بأموال مؤسسات القروض الصغرى والمتوسطة لم يعد لها وجود، وأنه سيستحيل عليها سداد المبالغ في آجالها بعد ما فقدت كل شيء.
الضحايا في انتظار المعونات منذ السابعة صباحا إلى السبعة والنصف ليلا
ليطرح السؤال من جديد، من المسؤول عن فقر وتهميش هذه المناطق؟ وأين هي نتائج الخمس سنوات الماضية مما يعرف بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية؟ وأين يكمن بالضبط دور الجماعات المحلية ومسؤوليتها في الحد من هذه الظواهر؟ خاصة وأن الساكنة تشتكي من قلة فرص الشغل وارتفاع نسبة البطالة، وتزايد حدة الفقر والحاجة، والنشاط غير المسبوق لشبكات الدعارة والمخدرات بكل أنواعها، والتي أصبحت تؤرق بال ومضجع السكان، خاصة بعد حادثة مقتل أب في عقده الرابع أب لطفلين، على يد تجاري مخدرات.
الشيخ بوشعيب يعيش وحيدا في بيت تهدم وأمنيته الوحيدة إيداعه بمؤسسة خيرية.
والواقع أن الحالة التي وجدنا عليها المنطقة المتضررة، تبين وبالملموس مدى بشاعة الوهم الذي ينشره المسؤولون حول المشاريع والبرامج والمخططات التنموية، والنتيجة، أن مئات الأسر ستعيش في الشارع بينما أبسط موظفي ما تعرف بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية يسكنون فيلات وبيوت فخمة ومكيفة.
فنعم التنمية !!!؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق