المهدي مالك شاب معاق
مقدمة عامة حول الاعلام السمعي الامازيغي
يعتبر الاعلام السمعي الامازيغي اقدم وسيلة للتواصل و احياء الثقافة الامازيغية عبر
هذه العقود الطويلة أي منذ سنة 1938 تاريخ تاسيس الاذاعة الامازيغية كمنبر ظل لسنوات يحافظ بشكل او باخر على هذا المكون الهوياتي دون الاعلان عنه او الدفاع عن حقوقه الثقافية او التنموية خصوصا ما قبل خطاب اجدير حيث كان خطاب الاذاعة الامازيغية يسبح في اعماق التخلف القروي كما اسميه و التوجه السلفي المستمر داخل بعض البرامج الدينية الى حد الان .
ان هذا المنبر الاذاعي اصبح ذو خطاب متطور يلامس الواقع المعاش لدى الامازيغيين على عدة مستويات مختلفة و ابراز هويتهم بشكل موضوعي يتماشى مع توجهات المعهد الملكي للثقافة الامازيغية.
لكن هذا لا يمنع من نقد بعض الامور المهمة مثل الخطاب السلفي داخل بعض البرامج الدينية حيث لا يعقل اننا نعيش في سنة 2010و مازلنا نسمع كلام رجعي يعتبر المراة عورة لا يحل لها الخروج من بيتها لممارسة حقوقها المتعددة في مجتمعنا الاسلامي المعاصر.
و بالاضافة الى ان الخطاب السلفي اصلا هو فكر يعادي هويتنا كمشروع حضاري تحت حجج مختلفة تنطلق من اوامر المشرق العربي في جعلنا امة عربية بامتياز بالرغم من وجود الامم الاسلامية لكنها حافظت على هوياتها الاصلية .
اذن على الاذاعة الامازيغية حسب رايي الشخصي تغيير الاشخاص و العقليات و القيام بتطوير خطابها الديني و هنا أشيد ببرامج الاستاذ جهادي اباعمران و الحاج على بازين من الاطلس المتوسط غير ان على الاذاعة الامازيغية المزيد من العمل قصد القضاء نهائيا على الخطاب السلفي .
و على المستوى الجهوي كنا في الماضي نتوفر على اذاعة جهوية واحدة هي اذاعة اكادير الجهوية التي اعتبرها اذاعة الام على مستوى الجهة حيث انها تعد اول اذاعة وطنية تتحدث عن حقوق الثقافة الامازيغية من خلال برنامج تاوسنا تامازيغت الذي يقدمه الاستاذ محمد اكوناض منذ منتصف التسعينات حيث كنت انذاك طفل صغير لا يتجاوز 12 سنة بمعنى ان اذاعة اكادير ناضلت من اجل تحقيق التنمية البشرية و نشر الوعي باهمية الثقافة الامازيغية و التنمية المحلية حتى وصلت اذاعة اكادير الى تحقيق التواصل المفيد مع المستمعين حول قضايا المجتمع.
اما اليوم ظهر جيل جديد من الاذاعات الخاصة تماشيا مع عصر العهد الجديد و عصر تحرير قطاع السمعي البصري و من بين هذه الاذاعات اذاعة راديو بلوس اكادير التي تحتفل في هذه الايام بعيد ملاذها الثالث .
و مقالي هذا سيحاول تقييم تجربة هذه الاذاعة و وضع مقترحات تهدف الى الرقي بهذا المنبر الجهوي.
ماذا حققت هذه الاذاعة لسوس
.
ان تقييم تجربة اذاعة راديو بلوس مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة حيث انها حققت المكاسب العديدة على كافة المستويات احتراما للقرب و اعطاء الاهمية لكل ما هو
محلي اولا ثم وطنيا و دوليا حيث اعطت راديو بلوس الاهمية لقضايا الشان المحلي من خلال مواكبة اخر اخبار سوس بالعربية و بالامازيغية على حد السواء او من خلال مختلف البرامج الحوارية و الاجتماعية و هذه الاخيرة استطاعت التطرق دون قيود الى جملة من القضايا مثل الاطفال في وضعية صعبة و مسالة زواج المعاقين الخ من مواضيع الواقع المعاش و بالاضافة الى برنامج بصراحة المهتم بعرض مشاكل الناس الاجتماعية بدون قيود و هو مساحة لكشف النقاب عن عدة مظاهر تدخل ضمن الطابو الاجتماعي و هو يبث في الساعة الحادي عشرة ليلا بالامازيغية و بالدارجة.
و كما ان راديو بلوس اعطت الاهمية القصوى للثقافة الامازيغية من خلال تشجيع المواهب في اصناف الاغنية الامازيغية كفن احواش و فن الروايس و فن المجموعات العصرية كمساهمة منها في احياء و انتاج فناني المستقبل الذين سيحملون هذه المسؤولية المتمثلة في الحفاظ على الاغنية الامازيغية على المدى المتوسط و البعيد أي ان راديو بلوس اخذت هذه المبادرة النبيلة في وقت تتجاهل جل قنواتنا التلفزيونية تشجيع المواهب الامازيغية في مسابقاتها المعروفة لدى عامة المغاربة في مجال الغناء او مجال الفكاهة.
ان اذاعة راديو بلوس جاءت بفكرة جديدة تتمثل في مسابقة بين مناطق سوس او اموال ن تميزار و هذا البرنامج الذي قدمه الاستاذ المقتدر محمد ولكاش المعروف بغيرته على كل ما هو امازيغي منذ سنوات طويلة و هو صاحب فكرة هذا التنشيط الاول على صعيد الاذاعات الوطنية.
ان برنامج اموال ن تميزار هو عبارة عن مسابقة بين المستمعين الذين يمثلون مناطقهم حيث يتحدثون عن خصوصيات هذه المناطق الحضارية و الثقافية كالعادات و التقاليد و كذا الخصوصيات الدينية كالمدارس العتيقة و المواسم الدينية و التعايش السلمي بين اليهود و المسلمين في عدة مناطق جهتنا العزيزة و شارك في هذا البرنامج نخبة من الاساتذة قصد تفادي الوقوع في الاخطاء و جعل هذه التجربة تمشي على خطى العلم و المعرفة السليمة للتاريخ و حضارة سوس.
و بالاضافة لتغطيتها المواكبة لتقاليدنا الامازيغية ايمانا من راديو بلوس بضرورة الحفاظ عليها مثل الاحتفال بحلول السنة الامازيغية او ايض يناير الخ
و هناك برنامج اسافن الذي يقدمه الاستاذ ابراهيم العسري و البرنامج هو محاولة لابراز الوجه الحداثي للثقافة الامازيغية من خلال استضافة فعاليات الحركة الثقافية الامازيغية للحديث معهم حول واقع هذا المكون الهوياتي و نقد البعض الذين يختزلون الامازيغية في بعض الاشكال الفنية القديمة فقط كنتيجة طبيعية لسنوات طويلة من التعريب و الفرنسة .
و اشيد بمجهودات الاستاذ محمد زيري الذي يقدم برامج متميزة تروم الى احياء اللغة
الامازيغية و مصطلحاتها القديمة لكي يستعملها جيلنا الحالي و الاجيال القادمة .
و كما اشيد بالاستاذة خديجة البوزيدي على كفاءاتها العالية و على اهتمامها الخاص بابراز طاقات نساء جهة سوس في ميدان العمل الجمعوي الخ.
تطلعات عديدة بشان اذاعة راديو بلوس
ان اذاعة راديو بلوس قد حققت عدة مكاسب طوال ثلاثة سنوات من عمرها لكنها تنتظرها العديد من التحديات خصوصا على المستوى الديني حيث اتساءل اين برامج تفسير القران الكريم الى اللغة الامازيغية تجسيدا لتقريب الخطاب الديني الصحيح من عامة الامازيغيين و اين هي البرامج المهتمة بالتراث الديني الامازيغي في سوس حيث هو ضخم و كبير يستحق منا الاهتمام و الدراسة الخ.
اننا نحتاج الى مثل هذه البرامج اكثر من أي وقت مضى لان اعداء الامازيغية التاريخيين و الجدد مازالوا يعيشون في فترة الثلاثينات من القرن الماضي و مازالوا يعلنون العداء لكل ما هو امازيغي باعتباره يناهض سلفية العقول من خلال الاستغلال عن طريق الدين و الغاء الخصوصية الامازيغية الاسلامية منذ الاستقلال .
و في ختام مقالي يشرفني ان اتقدم باسمى عبارات التهاني الى مكونات اذاعة راديو بلوس الادارية و الصحافية و التقنية و ابعث اسمى معاني التقدير و الاحترام الى الاستاذ المقتدر محمد ولكاش صاحب برنامج اموال ن تميزار و اتمنى منه الاتصال بي عبر بريدي الالكتروني قصد التعرف و الامور الاخرى تتعلق بتحضير كتابي الجديد البعد الديني لدى الامازيغيين حقيقة ام خرافة حيث سأخصص فصلا كاملا
لفن الروايس و دوره الهام في ترسيخ الدين الاسلامي كالاذاب و كالفرائض و كثقافة المقاومة الخ.
المهدي مالك
mehdi1983k@gmail.com
الأربعاء، 20 يناير 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق