في الوقت الذي اصبح الهم الوحيد لحكام الجزائر ، رئاسة وحكومة ، وعسكرا ، هو البحث والتفكير ، والتدبر في كل ما من شأنه ان يسبب المزيد من المشاكل للمغرب بما في ذلك استغلال المهاجرين السريين الأفارقة وتجميعهم بمخيمات تندوف ، قصد المتاجرة في مأساتهم ، والعمل على مغالطة المنتظم الدولي ومنظمات حقوق الأنسان ، هذا بالأضافة الى ان الآلاف المؤلفة من المهاجرين السريين الذين هاجموا مدينة مليلية المحتلة قدموا من الأراضي الجزائرية التي كانت تقوم بتجميعهم ثم بعد ذلك باغراق المغرب بهم ...
وهكذا اصبحت البرامج السياسية الجزائرية ، والخبراء في النظام الجزائري ، والدبلوماسية الجزائرية ، والبترول الجزائري بمداخيله ، كل هذا يسخر من أجل قضية الجزائر الأولى وهي : التفكير المستمر في خلق كل انواع المتاعب للمغرب ، ولدبلوماسيته ، ولشعبه ، ... وبذلك اصبح الشر، والعداء للمغرب يطغى على كل سلوكات وتصريحات المسؤولين الجزائريين الذين اصيبوا بهيستيرية اسمها قضية الصحراء المغربية ،فأصبحوا لا حديث لهم الا عن ايمان الجزائر بتقرير مصير الشعوب ، ولكن هذا المبداء الذي يؤمن به حكام الجزائر لا ينطبق على جزيرة طايوان التي تطالب بها الصين ، طبعا لأن حكام الجزائر يعرفون من هي الصين ، ولذلك لن تكون لهم الجرأة على الحديث عن الدفاع عن تقرير مصير الشعب الطايواني ، كما ان حكام الجزائر لايتحدثون عن قضية قبرص ولا يتحدثون عن تقرير مصير القبارصة الأتراك او القبارصة اليونان ، وليست لهم الجرأة للحديث عن الحركة الأنفالصالية التي توجد بجوارهم والتي كانوا يوما ما قد احتضنوها على اراضيهم كما يحتضنون اليوم مرتزقة البوليزاريو ، وهي حركة " الباسك "في اسبانيا ،وان حكام الجزائر بخصوص الحركة الأنفصالية للباسك يغازلون اسبانيا ويرتمون في احضانها ويقفون بجانبها في حربها ضد المغرب بخصوص جزيرة ليلى - المهزلة التاريخية الجزائرية - ...الخ ..الخ
ولكن هاهو ذا شعب القبايل الذي قام شبابه الأسبوع الماضي برجم الرئيس بوتفليقة بالحجارة ، هاهي الأخبار تصل من منطقة القبائل معلنة ان شعب القبائل يهيء نفسه ليعلن دولته المستقلة عن الجزائر ، والقبايليون حاليا منكبون على وضع خريطة لرسم الحدود حسب الأخبار الواردة من هناك ...وما على الدول الأفريقية التي اعترفت بالأمس بما يسمى ب " الجمهورية الصحراوية " الوهمية الا ان تستعد لتعترف بجمهورية جديدة في قلب الجزائر لها مقوماتها ولها لغتها ولها خصوصياتها ...ولا شك ان حكام الجزائر وايمانا منهم بتقرير مصير الشعوب سوف يدعمون نشأة وتكون هذه " الجمهورية " ...وما على المغرب الا ان يستعد ليكون اول بلد يعترف بهذا المخلوق الجديد ...عملا بالمثل القائل كما تدين تدان ...
واليكم الخبر كما نشرته جردة الأسبوع في العدد 370/807ليوم الجمعة 14 اكتوبر 2005..وهذا هونص المقال
*********************************************************************************************************************************************** القبايليون يرسمون حدود دولتهم في الجزائر
الجزائر : الأسبوع
وزع النشطاء القبايليون في الجزائر وباريس وباقي عواصم الدول التي فيها امازيغ ، مسودة المشروع الذي أعدوه لأعلان استقلال منطقة القبائل عن الدولة المركزية في الجزائر
وقد اعلنت " حركة المطالبة بالأستقلال الذاتي لمنطقة القبائل " عن استعدادها لمناقشة كل التدابير التي يمكنها ان تسرع اخراج مشروع الأستقلال الذاتي للقبايليين باعتبارهم " شعبا تم اقصاؤه طيلة اربعين سنة من الاستقلال "، وقد بداء المطالبون بالاستقلال الذاتي يتحدثون عن منطقة القبائل بانها "تشمل المساحة التاريخية التي كانت تسمى الولاية الثالثة في الجزائر " وهو ما يعني ان القبايليين بدؤوا يتحدثون عن انفسهم بشكل مستقل عن حكم بوتفليقة .
وقد توسع المشروع الذي تم تعميمه على مختلف البلدان الأمازيغية في شرح الظروف التي ادت بالقبايليين الى المطالبة بالحكم الذاتي ، منها انهم " شعب واحد ، له لغة واحدة ،ووطن واحد " حدود هذا الوطن يتم ترسيمها على اساس اللغة
وقد توسع مشروع الاستقلال في عرض المحطات القاتمة في مواجهة النظام المركزي للجزائر ، مرورا بثورة 1963 ، "والربيع الأمازيغي " سنة 1980 ، ومقاطعة مؤسسات التعليم سنة 1994 ، و"الربيع الأسود " سنة 2001 بالأضافة الى الأنتفاضة الشعبية بسبب اغتيال المغني الأمازيغي المشهور معطوب لوناس .
الجزائر تكتوي بنار الانفصال
دعا فرحات المهني، رئيس ما يسمى ب "الحركة من أجل الاستقلال الذاتي لمنطقة القبائل" خلال الدورة الثامنة للهيئة الدائمة للشعوب الأصلية التابعة للأمم المتحدة إلى تمكين منطقة القبائل الجزائرية من الحكم الذاتي، وقال مهني "نأمل أن نحقق عبر دعم المجتمع الدولي وأجهزة الأمم المتحدة المكلفة بضمان احترام المواثيق الدولية المتعلقة بالحقوق الاقتصادية والثقافية ممارسة الضغط على السلطة في الجزائر حتى يتمتع الشعب القبائلي بكل حقوقه التي لا يمكن الحصول عليها إلا من خلال خيار الحكم الجهوي " .
و دعا الفنان و الفاعل الأمازيغي الذي تأسست حركته الانفصالية في غمرة ما يسمى بأحداث الربيع الأسود في الجزائر سنة 2001 الضمائر المستنيرة في العالم لمساعدة هذا الشعب المشكل من 10 ملايين نسمة.."، وفي إشارة واضحة إلى الخيارات المتاحة أمام هذه الحركة أضاف مهني «إن هذا الشعب القبائلي، وحتى وهو في وضع الدفاع عن النفس يفضل حلا سياسيا الذي هو الحكم الذاتي الجهوي بدلا من الحل العسكري ».
"و كشف رئيس الحركة من أجل الاستقلال الذاتي لمنطقة القبائل التي تحولت الى قضية دولية أن خيار الحكم الذاتي قد يشكل حلا مناسبا للعديد من النزاعات في العالم و من ضمنها نزاع الصحراء المغربية الذي اتهم الجزائر صراحة بالضلوع فيه .
و سبق لصحف جزائرية أن إتهمت أطرافا من يهود المغرب بالتنسيق مع الموساد الاسرائيلي و السييا بالتنسيق مع الحركة القبائلية لعقد مؤتمر في جزر الكناري لإعلان 'استقلال منطقة القبائل' بدعم مالي من يهود أوروبا خاصة بعد إتهامات وجهت للحكومة الجزائرية بالكيل بمكيالين فيما يتعلق بمواقفها تتهم حيث تعترض على حق تقرير مصير شعب القبائل، في حين تجند كل إمكانياتها لدعم حركة الانفصاليين الصحراويين بالصحراء المغربية وترفض مبدأ الحكم الذاتي الذي طالب به " شعب القبائل ".
و كانت شخصيات نافذة بهرم السلطة الجزائرية قد أبدت امتعاضها من استقبال المغرب لفعاليات تحضيرية للمؤتمر الأمازيغي العالمي و بذلت مجهودات جبارة لإفشال الدورة الأخيرة للكونغريس بمكناس و أيضا بالجزائر حيث عمدت الى احتجاز الوفد المغربي المشارك فيه بمطار الهواري بومد ين فيما يعتقد بأنه تعبير عن تخوف السلطات الجزائرية من أي تقارب مغربي مع دعاة الانفصال القبائليين من شأنه تقوية شوكتهم و حضورهم الدولي الذي أضحى ماثلا للعيان بعد ترديد مطالبهم بإجتماع رسمي احتضنه مقر الأمم المتحدة.
الحركة المطالبة بـ "استقلال" منطقة القبائل تندد بقبول السلطات الجزائرية نسخا من القران الكريم بالامازيغية طبعتها السعودية!!
الحركة المطالبة بـ "إستقلال" منطقة القبائل في الجزائر، اليوم الجمعة 21 اوت، نددت بقبول السلطات الجزائرية هبة وصلتها من المملكة العربية السعودية، تتمثل في نسخ مطبوعة بترجمة امازيغية لمعاني القران الكريم.
وفي بيان صدر عن الحركة غير المعترف بها في الجزائر، وتحصلت "الجزائر تايمز" على نسخة منه، نددت بالمبادرة الأخيرة التي اتخذتها المملكة العربية السعودية في إطار الحملات الدعوية، ناب في القيام بها سفيرها بالجزائر، حيث منح هدية تتمثل في عدة مصاحف للقرآن الكريم، مترجمة باللغة الامازيغية، الى السلطات الجزائرية، التي بدورها عمدت على توزيعها بمساجد منطقة القبائل، لا سيما ولاية تيزي وزو.
و جاء في البيان الذي حمل امضاء الامين العام للحركة التي يتزعمها المغني القبائلي فرحات مهني، ان القبائل لها شخصية مستقلة و مبادئ و قيم تاريخية يحترمها الجميع " يقصد الشعوب "، وان الطريقة الوحيدة التي يجب ان تنتهج للحفاظ على ذلك هي اقامة حكم ذاتي مستقل لمنطقة القبائل، و ان قبول السلطات الجزائرية هذا الامر من المملكة العربية السعودية هو في ذاته انتقاص لشخصية سكان المنطقة حسب محرري البيان.
كما دعت الحركة أيضا من خلال بيانها، جميع القبائل الى التوحد لابعاد التهديدات الضاغطة على حريتهم و لغتهم و قيمهم.
و في بحثها عن خلفية اصدار البيان توصلت "الجزائر تايمز " الى معلومات افادتها بها مصادر محلية من ولاية تيزي وزو، قالت ان السفارة السعودية بالجزائر اهدت مئات النسخ المسموعة و المقروءة في ترجمة لمعاني القران الكريم الى اللغة الامازيغية، والعمل العلمي كان لأستاذ جامعي من ولاية تيزي وزو الذي اجتهد في ذلك، واسمه سي حاج محند الطيب الذي ترجم معاني القران الكريم الى اللغة الامازيغية، ليمكن الاميين من الجزائريين الذين لا يتكلمون الا اللغة الامازيغية من فهم القران الكريم.
لكن العمل لم يطبع من طرف وزارة الشؤون الدينية الى ان قام مجمع فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة بطباعتها، تحت اشراف وزارة الشؤون الدينية و الاوقاف الجزائرية، التي شكلت وفدا قام بمراجعة الترجمة و الطباعة.
و ذكر في هذا الصدد السفير السعودي بالجزائر سامي بن عبد الله الصالح ان المجمع يضطلع الى طباعة القران الكريم ب 100 لغة منتشرة عبر العالم.
حركة جزائرية تدعو لاستقلال منطقة القبائل
قال المطرب القبائلي فرحات مهني -الذي يترأس حركة الاستقلال الذاتي للقبائل- إن حركته تستعد في بداية أغسطس/آب المقبل لعقد مؤتمرها التأسيسي لتجدد موقفها الداعي إلى انفصال منطقة القبائل عن الدولة، وإقامة حكم ذاتي بالمنطقة.
وأوضح مهني للجزيرة نت أن الاستقلال الذاتي يتطلب تشكيل برلمان وحكومة خاصة بالمنطقة، تشرف على تسيير الشؤون الإدارية والاقتصادية والمحلية، في حين تبقى الشؤون العسكرية والدبلوماسية والمالية تابعة للسلطة المركزية.
وقال مهني إن مطالب القبائل بالاستقلال جاءت بعد "تفاقم الأوضاع"، مشيرا إلى "سقوط الأرواح برصاص عناصر الدرك الوطني"، ومن أجل وضع حد للصراع الذي يتجدد بين الطرفين في كل لحظة، وانتقد بشدة ما سماه محاولات الحكومة لتعريب سكان القبائل بالإكراه، رغم أنهم أمازيغ.
ورأى أن استقلال المنطقة، من شأنه أن يدفعها لبناء اقتصادها بمفردها، وسيساعدها على أن تكون اللغة الأمازيغية هي اللغة الرسمية فيها، ونفى أن يكون الهدف من تقسيم منطقة القبائل، لأسباب استعمارية، بل إنه حمل فرنسا مسؤولية الوضع الراهن، وقال "لقد جعلت الحكم في أيدي العرب".
واعتبر الزعيم القبلي أن قيام الحكومة بإدراج اللغة الأمازيغية في الدستور كلغة وطنية، والسماح بتدريسها وتأسيس المحافظة (المفوضية) السامية للأمازيغية، إجراءات غير كافية لإنهاء الصراع الأمازيغي مع السلطة.
ورأى مهني في مقاطعة 92% من الأمازيع الانتخابات الأخيرة، رغم التشجيع الحكومي، هو دليل على أن المعارضة كبيرة للنظام بين القبائل، وأضاف "إذا اختار القبائل الاستقلال الذاتي، لن يكون هناك خيار أمام الدولة، إلا الرضوخ لمطالب المواطنين".
واتهم الحكومة بتدمير اقتصاد منطقة القبائل، من خلال "رفضها أو عرقلتها لمشاريع استثمارية موجهة للمنطقة"، وقال إنه منذ اغتيال المطرب الأمازيغي معطوب الوناس صاحب المواقف السياسية منذ عام 2004، هاجر أكثر من مئة ألف شاب قبائلي من البلاد، وهو الأمر الذي منع تفجر الوضع حسب وجهة
ماذا لو ساند المغرب إستقلال القبائل في الجزائر؟
ربما يبدو هذا السؤال غريبا أو أنه ينطوي على خلفية ما تظهر لمن على قلوبهم الوهن وفي عيونهم غشاوة، أو اننا من دعاة "استقلال" منطقة القبائل أو حتى من أنصار فرحات مهني الذي يدعو ليل نهار إلى حكم ذاتي قبائلي في الجزائر، ولا أحد إتهمه بتهديد الوحدة الوطنية أو محاولاته للمساس بأمن الدولة وإستقرارها كما جرى مع غيره بالتلفيق والمؤامرة، وبالرغم من كل الأحداث الدموية التي عرفتها المنطقة، والتي اشعل فتيلها بلا شك ممن لهم المصلحة في اثارة الفتنة وإغراق الجزائر في أوحال اللإستقرار المتواصل... إن طرح هذا السؤال مهم ونحن نعيش الجولة الثالثة من المفاوضات بين البوليزاريو والمغرب في أمريكا وفي ظل إصرار مغربي على الحكم الذاتي في الصحراء الغربية، وتعنت صحراوي على إستفتاء تقرير المصير المدعوم جزائريا، ومن دون العودة للتاريخ الذي يعرفه القاصي والداني ومن دون النبش في خلفيات القضية وابعادها الإستعمارية، ولكن نحن نعلم والكل يعرف هذه الحقيقة والمتمثلة في الدور الجزائري في إشعال فتيل هذه القضية، وجعلها غصة في حلق المغرب، بل أن الصراع القائم بين البوليزاريو والمملكة المغربية سبب له التأثير البالغ على إستقرار المغرب العربي كله، فقد نسفت ما يسمى بـ "إتحاد المغرب العربي" وصار مجرد ديكور لوحدة مغاربية تظهر سوى في الشعارات التي تتغني بها انظمة الدول المغاربية، وحتى العنف وما يسمى بالإرهاب الذي يضرب المنطقة وخاصة منذ ظهور ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يؤكد خلفية الصراعات السياسية بين السلطة الجزائرية ونظام المخزن في المغرب، فقد إتهمت الجزائر مرات متعددة وقوف المخزن وراء بعض الجماعات المسلحة وذلك عن طريق إمدادها بالسلاح والعتاد وإستغلال الحدود المغربية في التهريب، ونعرف ما صرح به عبدالحق العيايدة وهو أحد أمراء التنظيم الدموي والمثير للجدل "الجماعة الإسلامية المسلحة" من أن المغرب عرض عليه عروض مغرية لما أعتقل على ترابه لأجل تجنيد شباب البوليزاريو في تنظيمه مقابل عدم تسليمه للجزائر، ولو سلمنا جدلا بصحة ما رواه ولا نستبعد أنه من فصول إدعاء البطولة والوطنية التي يريد أن يظهر بها هذا الأمير بعد العفو عليه وعودته لأهله، الذي رفض ذلك وفضل التعذيب والإعدام !! ... ونجد أيضا التهريب الدولي للمخدرات التي تتهم المغرب بإغراقها للجزائر في هذه السموم، أيضا شبكات تهريب دولية للنحاس نحو وجدة ومنها لمرسيليا وأخيرا تحط رحالها في إسرائيل... كل ما يحدث من هذه التداعيات هي في الأصل من أسباب الصراع القائم بين السلطة الجزائرية والنظام الملكي حول الصحراء الغربية، فمساندة الجزائر لجبهة البوليزاريو والذي ظلت تبرره بحق الشعوب في تقرير مصيرها، وما إلى ذلك من شعارات طارئة يتفنن النظام هذا في تبريقها وزركشتها، وإن كان ذلك لا ينطلي حتى على الحمقى فضلا عمن يحمل أدنى وعي لخلفية هذه الشوكة التي غرزتها الجزائر في عنق نظام المخزن لأسباب كثيرة والمجال لا يسمح بسردها، والمغرب الذي يرفض هذا كله يعرف حقيقة النوايا المبيتة من الطرف الجزائري في القضية، ولا أحد له الجرأة بكشف الحقيقة الإستعمارية التي تنام بين جنبيه...
فالجزائر ظلت لسنوات طويلة تتحمل أعباء مالية بالرغم من ظروف قاهرة مرت عليها، وظلت هذه القضية من الأولويات الكبرى للنظام الجزائري، وربما - ان لم نجزم بذلك - تقف وراء أبرز اسباب تصفية الراحل محمد بوضياف الذي تربطه علاقات وثيقة بالمملكة المغربية، فليس ذلك عبثا ولا هو دليل على نضال الجزائر في قضايا حقوق الانسان وتحرير الشعوب من المستعمرات التي لا تزال تخيم بظلالها على القارة السمراء، فنحن لم نسمع صوتا رسميا يدين إحتلال أمريكا للعراق، بل هبت في ركب دول أرادت أن تنال صك الغفران من البيت الأبيض في مساندة لأمريكا بصورة الموقف السلبي والتنديد الصوري الذي لا يقدم ولا يؤخر شيئا، بل أن الجزائر هي الدولة الوحيدة التي لم تنظم بها مسيرة تنديد بالتحرش الأمريكي على العراق بعدما إشتعل العالم الغربي بها، ومن بينها طبعا الولايات المتحدة نفسها، ولم نسمع أيضا موقفا رسميا من إحتلال أمريكا لأفغانستان... فلو كان بالفعل من مبادئ هذا النظام الفاسد هو مناصرة القضايا العادلة فهل يوجد أعدل قضية فوق الأرض من مثل قضية العراق من دون ان ننسى قضية فلسطين طبعا؟ وهل يوجد شعب يباد صباح مساء من طرف الإحتلال الأمريكي وبتواطؤ عملاء في الداخل مثل الشعب العراقي؟ فقد قتل أكثر من مليون مواطن وشرد الملايين أيضا، ولم نسمع بصوت بوتفليقة أو وزير خارجيته يندد بالحرب القذرة التي يشنها بوش على من صنفه محور الشر عموما والعراق بصفة أخص بكثير... فقد أعدم الرئيس العراقي صدام حسين وهو رئيس منتخب شعبيا ودولته تتمتع بالعضوية في ما يسمى بدعا "جامعة الدول العربية" ومن طرف عصابة طائفية عميلة وفي يوم مقدس، ولم نسمع تنديدا رسميا سوى تلك الجماهير التي هبت ودفعتها غيرتها الدينية لإقامة سرادق العزاء، وبالرغم مما تعترف به كل الأطراف الجزائرية من دور بارز للعراق في تاريخ الجزائر، وكيف ساند صدام النظام وهو في عز أزمته خلال الحرب الأهلية بالمال والدعم المعنوي والسياسي، في حين كانت ثكنات الحرس الثوري الإيراني تدرب المقاتلين المتمردين وفتحت الابواب على مصراعيها لهذه التنظيمات التي تقتل وتشرد وتبيد المدنيين العزل في قرى وارياف الجزائر... كل هذا لم يدفع بالنظام الجزائري إلى إعلان موقف مساند للقضية العراقية، لا لشيء سوى أن المحتل هو الولايات المتحدة أو إمبراطور العالم جورج بوش، ولكن لما تعلق الأمر بالمغرب ونحن نعرف كما يعرف الجميع أن الصحراء مغربية في تاريخها ولولا الإستعمار الإسباني لما حصل ما حصل، والمشكلة هي في الأصل من مخلفات الإستعمار الذي كان يضرب العمق المغاربي، فقد حمل النظام الجزائري بأبواقه الإعلامية والسياسية والعسكرية لأجل هذه القضية التي يعتبرها "أعدل قضية" فوق الأرض !! هنا نرى العجب العجاب في الكيل بمكيالين ..
لنتخيل جدلا أن المغرب أعلن مساندته لحركة فرحات مهني الإنفصالية القبائلية التي تناضل من أجل تحقيق الحكم الذاتي لمنطقة القبائل، وهو ما ترفضه الجزائر طبعا جملة وتفصيلا، وقدمت الدعم المالي والمعنوي "لشعب" أمازيغي يرفض الحكم، ويريد تقرير مصيره بنفسه، أو أنها على الأقل ساندت إستفتاء قبائلي على هذا الحكم الذاتي، فإن الجزائر ستقيم الدنيا ولا تقعدها حول التدخل السافر في شؤونها الداخلية، وأن المخزن يريد تمزيق وحدته الترابية، ونحن على يقين أن أغلبية القبائل تؤيد هذا التوجه، ولو طرحت القضية للإستفتاء لنالت الأغلبية طبعا بعيدا عن التزوير الإنتخابي الذي يتمتع ويتقنه جيدا النظام الجزائري، فهل من المستبعد أن تحاك المؤامرة بدعم من قبائل المغرب الذين قد يستغلون من طرف المملكة لأجل إشعال هذه الفتنة في وسط قبائل الجزائر، وترهن وحدة البلد تحت أقدام قبائل يتجذر وجودهم في المغرب العربي الكبير، ماذا سيحدث لو رهنت المغرب إستقلال الصحراء بإنشاء دولة القبائل في العمق المغاربي، وطبعا المتضرر الكبير من هذا هو الجزائر، الذي يملك القبائل فيها ولايات كبرى تصل إلى منطقة الشاوية في الشرق؟... فمثلا لو فكر المخزن بهذه الطريقة وجعل من تضييع الصحراء وبدعم أممي تضييع لأشياء اخرى تدفع الجزائر الثمن غاليا فيها، تلك بلا شك كارثة مزلزلة... ماذا لو أشعل المغرب فتيل الإنفصال في توارق الجزائر وبدعم مالي ومعنوي ينتفضون مدعمين ثورة التوارق الكبرى؟ بلا شك سيكون الرد الجزائري واضحا وهو أنه لا يسمح بالمساس بوحدته الترابية وقد يستعمل القوة العسكرية ضد المتمردين مهما كانت مكانتهم ومهما كانت رغبتهم، كما استعملها من قبل في إنقلاب عسكري اباد على خلفيته مئات الألاف من الأبرياء العزل... نحن طبعا من أنصار حرية الشعوب ولكننا لسنا أنصار كل من يهب يصنع لنفسه شعبا ويريد من خلاله دولة، ولو مزق بذلك قيم أمته الحضارية والترابية والإنسانية... نترك السؤال مطروحا نرجو إجابات جريئة عليه من طرف أبواق النظام الجزائري وحتى المغربي: ماذا لو ساند المغرب إستقلال القبائل او التوارق في الجزائر؟
الخميس، 21 يناير 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق