الجمعة، 4 يونيو 2010

الجمعيات و الفعاليات الأمازيغية تلتقي بصفرو _ بيان ختامي

نظمت جمعيتا تاوادا للثقافة والتنمية وجمعية أمان للتنمية المستدامة لقاء وطنيا ضمّ مجموعة من الجمعيات والفعاليات الأمازيغية التي قدمت من مختلف مناطق المغرب إلى مدينة صفرو يوم السبت 22 ماي 2010، وذلك تحت شعار "من أجل تجديد الفكر الأمازيغي"

الجمعيات و الفعاليات الأمازيغية تلتقي بصفرو
نظمت جمعية تاودا للثقافة والتنمية (صفرو) بتنسيق مع جمعية " أمان" للتنمية المستدامة (فاس) لقاء وطنيا يوم السبت 22 ماي 2010 بقاعة العروض ببلدية صفرو، وذلك تحت عنوان " مسار الحركة الأمازيغية – الحصيلة و الأفاق تحت شعار "من أجل تجديد الفكر الأمازيغي". وقد كان اللقاء فرصة لالتقاء عدد هام من الجمعيات والفعاليات الأمازيغية من مختلف مناطق المغرب (الريف، وسط المغرب، وسوس) وفرصة لتجديد التواصل بين مكونات الحركة الامازيغية وتنسيق الجهود فيما بينها خاصة لما تتطلبه المرحلة الراهنة من حذر ويقظة في صفوف كل الامازيغ.
وقد حاول منظمو هذا اليوم الدراسي أن يقفوا وقفة تأمل بعد مضي عشرين سنة على ميثاق اكادير، وعشر سنوات على صدور البيان الأمازيغي وحجم خيبة الأمل التي أصابت الحركة الأمازيغية من جراء ما تحقق من مكتسبات هشة في التعليم والإعلام. وما يخطط له المجلس الأعلى للتعليم ونواياه في التراجع على مشروع إدماج الأمازيغية في المنظومة التربوية.
وقد خصصت الفترة الصباحية من اليوم الدراسي لندوة شارك فيها ثلاثة متدخلين: الأستاذ لحسن كاحمو رئيس الجامعة الصيفية بأكادير الذي تناول بالدرس والتحليل ميثاق اكادير، وشرح للحضور مجموعة من الأحداث الموازية لصدور هذا البيان والظروف الصعبة التي كانت تطوق أي نقاش في موضوع الامازيغية كما أشار إلى أه;مية الأفكار التي جاءت في هذا الميثاق.
أما الأستاذ أحمد عصيب فقد تطرق في عرضه "للبيان الامازيغي" وعن الظروف التي أفرزته وقد اعتبره حدثا تاريخيا لأنه شكل نقلة نوعية لوضعية الأمازيغية لغة وثقافة في المغرب، حيث ترتبت عنه مجموعة من المكاسب " احداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية" وإدماج الامازيغية ولو بشكل محتشم في التعليم والإعلام، وفي المداخلة الثالثة تناول الأستاذ محمد بودهان موضوع الامازيغية انطلاقا من ثنائية الأرض والهوية وقد توصل في آخر تحليله إلى أن الأرض هي التي تحدد الهوية وبالتالي فبما أن أرض المغرب أمازيغية فإن هوية الدولة التي تنتمي إلى هذه الأرض يجب أن تكون أمازيغية، بالمفهوم الترابي وليس العرقي، حتى يكون هناك انسجام بين هوية الدولة وهوية الأرض كما هو حاصل عند جميع دول العالم المستقلة.
وبعد الزوال انقسم المشاركون على ورشتين ورشة مطالب الحركة الامازيغية واستراتيجية العمل وورشة الأرضية الفكرية والمرجعية
. في ورشة "الأرضية الفكرية و المرجعية" نوقشت فيها العديد من
الوثائق السابقة كميثاق أكادير و البيان الأماريغي و الاختيار الأمازيغي .
و لكي تخرج الحركة الأمازيغية بأرضية فكرية ومطلبية جديدة ذات إستراتيجية على المدى البعيد و دات بعد الوطني. اقترح الحاضرون اعتماد أرضية الاختيار الأمازيغي، التي تربط الهوية بالأرض وتنقل النقاش إلى مستوى هوية الدولة، وهي أرضية تحتوي على أفكار ومقترحات هامة ينبغي تطعيمها بأفكار أخرى من لدن الجمعيات و الفاعلين الأمازيغيين لتصبح أرضية جديدة للحركة الأمازيغية تستجيب للمرحلة الراهنة و مناقشتها على الصعيد الوطني.
و طرحت فكرة انشاء لجنة وطنية لتشتغل على استمرارية هذا العمل من أجل خروج بأرضية مطلبية جديدة تحتل فيها مسألة هوية الدولة المحور المركزي، ورص صفوف الحركة الأمازيغية بناء على ركائز قوية مع ترك الصراعات الذاتية . في انتظار الوصول إلى هذه الأهداف يجب اتخاذ مواقف و طرحات مرحلية لاوراش الدولة كالجهوية و التعليم.
و اقترح الحاضرون على أنه حان الأوان لترك الخلافات والعمل على سن الاحترام بين مناضلي الحركة الأمازيغية ومواجهة كل المخططات للتراجع على مكتسبات الأمازيغية..
في ورشة " مطالب الحركة الامازيغية واستراتيجية العمل" طرح الحاضرون عدة مطالب التي لخصت في البيان الختامي الدي خرج به الملتقى.
و انفض الجمع على أمل اللقاء في المستقبل القريب في تجمع موسع لتعميق النقاش و الخروج بقرارات تهم مستقبل الأمازيغية.


بيان صفرو
نظمت جمعيتا تاوادا للثقافة والتنمية وجمعية أمان للتنمية المستدامة لقاء وطنيا ضمّ مجموعة من الجمعيات والفعاليات الأمازيغية التي قدمت من مختلف مناطق المغرب إلى مدينة صفرو يوم السبت 22 ماي 2010، وذلك تحت شعار "من أجل تجديد الفكر الأمازيغي"،
وقد عرف اللقاء نقاشا عميقا ومستفيضا حول قضايا الخطاب والتنظيم الأمازيغيين، سواء في الجلسة الأولى الصباحية التي عرفت إلقاء ثلاثة عروض للأساتذة لحسن كحمو وأحمد عصيد ومحمد بودهان، حول الأرضيات الثلاث ميثاق أكادير و البيان الامازيغي والإختيار الأمازيغي (الهوية والأرض)، أو في الجلسة المسائية التي عرفت تنظيم ورشتين للتفكير إحداهما خصصت لمطالب الحركة الأمازيغية واستراتيجية العمل والثانية للتباحث في قضايا الأرضية الفكرية والمرجعية.
وقد خرج المجتمعون في هذا اللقاء ببيان ختامي ينهون فيه إلى الرأي العام الوطني ما يلي:
1ـ بما أن أرض المغرب أمازيغية، فيجب أن تكون هوية الدولة أمازيغية كذلك، بالمفهوم الترابي وليس العرقي، حتى لا تبدو أجنبية عن هذه الأرض التي تحكمها وتنتمي إليها.
2 ـ إن استعادة أمازيغية المغرب، التي تحددها الأرض الأمازيغية، كهوية للدولة وللشعب تبعا لهوية الموطن، تدخل في إطار استكمال السيادة الوطنية التي تم الاعتداء عليها سنة 1912، بفعل معاهدة الحماية غير الشرعية.
3 ـ إننا نؤكد أن وحدة الهوية الأمازيغية للمغرب والمغاربة، المستمدة من وحدة الأرض الأمازيغية، لا تنفي التنوع العرقي ولا التعدد الثقافي واللغوي الذي يغني هذه الهوية كما هو ملاحظ لدى كل شعوب العالم التي تعرف تنوعا عرقيا وتعددا لغويا وثقافيا، ولكن في إطار وحدة الهوية والانتماء.
ء 4أن الأمازيغية هوية ولغة وثقافة ، و بإجماع كافة المشاركين في هذا اللقاء، تجتاز مرحلة عصيبة من تاريخها، في ظلّ التراجعات التي تعرفها الساحة السياسية في العديد من المجالات، والتي تهدف إلى إفشال الانتقال السلمي نحو الديمقراطية بأسسها الثقافية والهوياتية المتكاملة. وعلى هذا الأساس اعتبر المشاركون أن توفير الحماية القانونية والدستورية للأمازيغية بالتنصيص عليها كهوية للدولة وكلغة رسمية للبلاد، يعدّ حاليا مطلبا فوريا وحيويا، ودعوا كافة القوى الحية بالبلاد إلى مساندة هذا المطلب والضغط بكل الوسائل السلمية والديمقراطية من أجل تحقيقه.
ء 5أن ترسيم الأمازيغية في الدستور يقتضي أيضا إفساح المجال لمظاهر الهوية الأمازيغية للدولة المغربية بالظهور في الفضاء العمومي وعلى واجهات المؤسسات العمومية و الخاصة، وذلك باستعمال الحرف الأمازيغي تيفيناغ .
ء 6أن تجربة إدراج اللغة الأمازيغية في التعليم قد آلت بسبب عدم توفر الإرادة المطلوبة لدى المسؤولين إلى الفشل شبه التام، مما يقتضي إقرار المجلس الأعلى للتعليم في غضون الشهرين القادمين لوضع قار و واضح ومنصف للأمازيغية في التعليم باعتبارها لغة إلزامية ومعممة أفقيا و عموديا و موحدة وبحرفها الأصلي تيفيناغ، و هو الوضع الذي يسمح بتوفير الترسانة القانونية والإعتمادات المالية والإمكانيات و الوسائل المطلوبة لإنجاح تدريسها .
7 ءإعادة قراءة تاريخ المغرب وفق منظور علمي محايد يعيد الإعتبار لجميع الرموز الثقافية والحضارية الأمازيغية المغربية منذ أقدم العصور، وذلك من أجل إقامة الوطنية المغربية على أسس عميقة في التاريخ، وعلى الهوية والأرض المغربيتين، وترسيخ الإعتزاز بالإنتماء إلى حضارتنا العريقة.
8 ءإدراج الأمازيغية في المشهد الإعلامي العمومي وفق منظور عصري حداثي، وإلغاء النظرة الفلكلورية التي تتعمد تبخيس ممتلكاتنا الرمزية، وتخصيص 30 في المائة من نسبة البث في مختلف القنوات التلفزية المغربية للأمازيغية، وجعل القناة الأمازيغية قناة عصرية للقرب، وتمتيعها بالإعتمادات الكافية للرقي بأدائها وتوفير فرص التكوين للعاملين بها.
9 ء إقرار جهوية موسعة قائمة على تقطيع يأخذ بعين الإعتبار تاريخ الجهة وخصوصيتها السوسيوثقافية، ويسمح لكافة جهات البلاد بالإستفادة من خيراتها الطبيعية والبشرية والرمزية بشكل متوازن، و التعبير عن شخصيتها و الإسهام في التنمية الوطنية عبر فعالية الجهة و ديناميتها، وكل ذلك في إطار وحدة الهوية الأمازيغية للدولة المغربية.
10 ءدعوة كافة الفاعلين الأمازيغيين إلى العمل على توحيد الحركة الأمازيغية و لمّ جهودها عبر مواصلة تعميق النقاش الجاد و العميق حول مرجعيات فكرية وإيديولوجية جديدة تقطع مع الطرح التقليدي للمطالب الأمازيغية للانتقال إلى مطلب تمزيغ هوية الدولة حتى تكون منسجمة مع هوية الأرض الأمازيغية للمغرب، وهو النقاش الذي يعتبر لقاء صفرو في الوقت الراهن محطته الأولى.
مرات القراءة: 79 - التعليقات: 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق