الاثنين، 16 يناير 2012

المجاهدة عالية الأزرق زوجة قائد ثورة انتفاضة‪1958 ‬بالريف


القلة من يعرفون اسم عالية الأزرق التي اقترن مصيرها بمسار رجل استثنائي، حيث كان زواجها بمحمد الحاج سلام أمزيان بمثابة انقلاب في حياة فتاة هادئة وضعها القدر في قلب أحداث الريف خلال عقد الخمسينات.

ولدت العالية أواسط الثلاثينات بقرية إبنزرقن - قبيلة آيث ورياغل- باقليم الحسيمة، وهاجرت وهي طفلة رفقة أسرتها الصغيرة إلى أصيلا، حيث عاشت طفولة سعيدة.
كانت في زيارة لمسقط رأسها نهاية الأربعينات، وأعجبت بها نساء عائلة أمزيان، وخطبنها ل"ميس نرحاج " سلام أمزيان، وسافرت معه إلى قرية با محمد بعد أن عين مدرسا للغة العربية بإحدى مدارس المنطقة.
كان يمكن لهذه السيدة أن تعيش حياة عادية بسيطة، لولا أنها اقترنت برجل تأثر منذ نعومة أظفاره بالزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي، وقاد انتفاضة الريف في عام 1958، بعد أن خبر الاعتقال لمرتين متتاليتين مباشرة بعد حصول المغرب على استقلاله، فأحرقت ممتلكات الأسرة، ...

وكان مصير الزوجة الشابة الشابة الاعتقال بدورها رفقة جميع أفراد الأسرة لمدة تقارب السنة، عاشت خلالها الأهوال، وبعد أن هدأت الأوضاع نسبيا، عادت لقريتها الصغيرة برابع نتوراث رفقة أطفالها الصغار فائزة وجمال ومحمد ونعيمة، ولم يكن وقتها سن أكبرهم يتعدى الخامسة من عمره.
تمكن محمد الحاج سلام بعد مسار شاق من مغادرة الريف عبر مليلية، والتحق بابن عبدالكريم الخطابي بمصر عبر اسبانيا، واستمرت زوجته في مواصلة تضحيتها، من أجل رعاية الأبناء، والحفاظ على كبرياء العائلة، رغم الاضطهاد المتعدد الأوجه الذي عاشته الأسرة على مدى عقود من الزمن.
وفي يناير 2007، قامت جمعية ذاكرة الريف بتكريم هذه السيدة المجاهدة، ومن خلالها مئات النساء الريفيات اللواتي عانين الأمرين خلال فترة الاستعمار الاسباني، فشاركن في المقاومة ببسالة، وتعرضت فئة منهن للاضطهاد والاعتقال خلال فترة فجر الاستقلال، ولم يزدهن ذلك إلا صمودا وحفاظا على أنفتهن وكرامتهن.

ليست هناك تعليقات: