الخميس، 5 ماي 2011

خربشات نيني وعقدته مع الريفي

يمكن أن يكون مصابا بمرض نفسي، لكن ما وصل إلى علمنا أن عقدة تشكلت له في صباه أمام كل ما يتعلق بالريفي، فقد كانت لعائلته علاقة جوار مع عائلة ريفية، وكان لنيني علاقة حميمة مع صديقه الريفي وجاره كذلك، وقد كان يكبره سنا وكانا قليلا ما يفترقا، بل كانا من أعز الأصدقاء في الحومة

فجأة تحولت هذه العلاقة الحميمة رأسا على عقب، وأصبح الاثنان كثيرا التشاجر والتلاسن بالكلمات النابية، وكان نيني عندما يغلب عليه جاره ويبرحه ضربا يخرس ويبدأ في بكاء لا ينتهي، وكان يهرب إلى سطح البيت ليكمل بكاؤه في سكون، وقد انتقل هذا الصراع الطفو لي إلى كل العائلة، فانقطعت أواصل الجوار بينهما، وتحولت كل مشاعر الحب والصداقة إلى مشاعر الكراهية والقطيعة، واستمرت إلى ما لا نهاية بعد أن رحلت العائلة الريفية إلى الخارج وتركت نيني وجراح ماضيه، وبدوره رحل نيني كمهاجر سري إلى اسبانيا، لكن بعد أن كبر واشتد أزره وعاد بروايته البائسة إلى ارض الوطن مصطحبا معه مشروعة الذي سيحلب به جيوب المغاربة.

واختفى الصديق الريفي واختفت العائلة الريفية في ديار المهجر، لكن نيني عاد وظهر على صفحات الجرائد والمجلات بوجهه المليح ذات القسمات البديعة، وكل أمله أن يأتي يوم يصفي حساباته مع الريفي الذي عقده في حياته. وعاش كوابيس كثير من خلال المعانات التي تكبدها وهو صغير من عائلة بئيسة فقيرة، لكن لحد الساعة لا نعلم ما حدث بين نيني وصديقه الريفي، وكل ما نعرف أن نيني يكره صديقه ويمقته مقتا شديدا ويود لو أنه يظهر له فينقض عليه ضربا ورفسا حتى يرديه قتيلا. لكن للأسف الريفي اغترب ولا احد يعلم مصيره أهو حي أو ميت أو غني أو فقير...

ولأننا لا نعرف سبب العداوة التي أججت مشاعر الغصب والحقد والكراهية بين نيني وصديقه، إلا أننا نرى جيدا أن عقدة نيني انتقلت من الريفي جاره إلى باقي الروافة، وهو أمر عجيب وغير مبرر. فكيف لي أن اكره شخص ما لأنقل كراهيتي لجميع عشيرته وقومه وعرقه. هذا تصرفا غير منطقي، لكن نيني فعلها وأظن أن تصرفه نابع عن إحساس دفين وقديم بالرغبة في الانتقام، ولهذا فإنه يرى صورة صديقه في كل وجوه الريفيين وهذا ما يبرر هجومه المستمر والكاسح على كل الريفيين من خلال صحيفته الصفراء التي تنتعش في ظلام المال الفاسد والصفقات المشبوهة في العلب الليلية.

وإن كان يظن بأن الشعب المغربي غبي إلى هذه الدرجة، فهو مخطئ لأن كل الناس لا تنطلي عليهم مثل ما يروج من أكاذيب ودجل وخرافات، وما هجومه على العماري في الأسابيع القليلية الماضية لخير دليلي على تخبطه العشوائي في وابل من المعلومات التي يستقيها من أجهزة المخابرات مباشرة. لأننا نعرف جيدا من أين تستقى أخبار الكبار، وكذا الصغار من أبناء الشعب المغربي.

ولم تثر حفيظتنا لأن نيني هاجم الياس العمري، وأخوه فؤاد عمدة طنجة أو غيرهم من خدام المخزن بقدر ما أثارته نعرته العنصرية اتجاه الريفيين وتاريخهم ولغتهم وزعماء قبائلهم. فكيف له أن يخلط بين هذا وذاك، وهو كما يعتقد نفسه العالم الذي ليس فوق علمه أحد. لكن ما نفهمه نحن من كل خربشاته الوضيعة أنه يكتب من أجل تصفية حسابات كبيرة مقابل إتاوات كبيرة، تدفعه رغبة دفينة في الانتقام لمسألة بسيطة جدا جدا. وخ مكنعرفوهاش راها باينا.

المتقي أشهبار

كاتب روائي من الريف

----------------------------

لا تضامني مع الببغاء

المتقي أشهبار كاتب روائي من الحسيمة

بعد أن تضامن معه الجميع إلا القليل من الذين لم تنطلي عليهم حيله وألاعيبه بعد، وبعد أن أدلى بدلوه سوءا وهجاءا وقدحا في الجميع بدون استثناء، وبعد أن شن جل حملاته الهجومية القدحية على الريف وأهله من اليمين إلى اليسار، وكذلك المنفيين وغيرهم وأساء إلى رموز قبائلنا الريفية، ولا يتوانى في إقحام رمز الحرب التحررية محمد الخطابي في كلامه التافه، وتصفية حساباته الضيقة والحقيرة مع هذا وذاك، وبعد أن انتهت جل الأدوار التي كان يقدمها للنظام المخزني في مسرحية بئيسة داخل أروقة المخابرات وأجهزة الداخلية، ومن قناعتي بأن هذا الشخص قد أساء إلى الريفيين جميعا بانحيازه إلى اللوبي الفاسي الذي يمول مشاريعه المضحكة، والتعامل مع الريفيين كما لو أنهم أناس لم يتحضروا بعد، من خلال ما كان ينشره في خردته الصفراء، وانحيازه الدائم إلى جانب أجهزة القمع ووزارة الداخلية، وممارسته للتظليل الإعلامي في حق أبناء الشعب في الكثير من المعارك التي خاضها الشعب الريفي البطل: "معارك المعطلين بالحسيمة والدريوش والناضور... وأحداث بوكيدان يوم10-12-2010. ومحرقة الهولوكست بالحسيمة يوم 20 فبراير 2011... والكثير من المحطات البطولية التي سجلها الشعب الريفي بالدم والنار.

أعلن لا تضامني المبدئي مع هذا الشخص " الصحفي"

ليس حبا في العدالة المغربية التي هي أضحوكة على الشعب، بل اعتبارا لكون "الضحية" لا يستحق التضامن بقدر ما يستحق محاكمة من قبل الشعب المغربي، وليس من قبل جهاز القضاء الفاسد.

التوقيع: المتقي أشهبار كاتب روائي من الحسيمة

-------------------------------------

هولوكوست 20 فبراير بالحسيمة

المتقي أشهبار كاتب روائي من الحسيمة

لا يمكن لنا أن نصفها إلا بهلوكوست النظام المغربي، فهي محرقة بمعنى الكلمة. ولم يقم بها النظام المغربي منذ تاريخه الطويل في الجرائم ضد الإنسانية من 1958 و 1989 و 1964...وقد ارتكب جرائم فضيعة من قبيل الشنق والذبح وتشويه الجثث وإذابتها في الأسيد... وغير ذلك من الفضاعات. لكن ما حدث في الحسيمة ليلة 20 فبراير 2011 كان فضيعا جدا، فقد القوا القبض على خمسة شبان من بين المئات الذين اقتيدوا إلى مقر ولاية القمع بالحسيمة، وبعد أن اهلكوا أجسادهم بالعصي والرفس بالأرجل، لقوا حتفهم ولفضوا أنفاسهم الأخيرة بين أيدي حماة الأمن في هذه البلاد الآمنة المطمئنة. وما هم بحماة الأمن عندما رأينا مدينة الحسيمة تحترق وكل المسؤولون فيها مكتوفين الأيدي وصم الآذان، حتى من اتصل بهم الغيورين على المدينة لم يستجيبوا لندائهم فباتت تحترق وتحترق...

وبعدها نهض المسؤولون واخرجوا الستافيتات ليبدؤوا في دهس المواطنين بشكل هوليودي تمام مثل ما حدث في مصر وتونس... وتلعلع الرصاص في السماء واكفهر وجه المدينة بدوي الانفجارات، والغازات السامة منتشرة في كل مكان وكل المسؤولين من أصغرهم إلى كبيرهم في المدينة متواطئون على إحراقها وقد شاركوا بكثافة في محرقة الهولوكوست ولم نستغرب أو نتعجب من أمرهم لان ما جمعنا منذ زمن الاحتلال هو الدم ولا شيء آخر غير الدم والنار، وقد احرقوا جثث الشباب ليس لأنهم ذهبوا لنهب ممتلكات الوكالة البنكية كما اتهموهم، بل لان أجهزة القمع قتلتهم في الكوميسارية وقد تفتقت عبقرية مسؤوليهم وأرادوا التخلص من الجثث بأي ثمن كان، فكان حل الهلوكوست هو الأمثل، فأشعلوا النار في الوكالة البنكية بعد أن كان رجال المطافئ قد أخمدوها، وبكل روح إنسانية رموهم في المحرقة وبعد أن احترقت كل الجثث وتأكدوا من ذلك، اتصلوا بالوقاية المدينة لتذهب وتطفئ النار مرة ثانية ويفاجأ المطفئون بأن جثث جديدة سقطت في عين المكان.

وقد ارتكبوا جريمتهم النكراء ولا زالوا يوهمون الرأي العام بان المحترقون هناك لصوص أغراهم مال الوكالة البنكية، لكن الحقيقة موجودة في تسجيلات كاميرات المراقبة في الوكالة، وتوجد بالطبع في الدار البيضاء.

وقد جاء على لسان أحد القضاة المثيرين للشفقة ولا أعلم أين درس هذا القاضي القانون الذي يحكم به بأن رؤية التسجيل ليس بالمجان بل بمقابل 2 مليار سنتيم في إشارة إلى تخويف العائلة التي طلبت الاطلاع على الشريط، وهنا أقول لذلك القاضي باعتباري رجل قانون وملم بالقانون الجنائي جيدا، بان البنك الشعبي هو طرف في القضية وعليه أن يدلي بكل القرائن والحجج التي تساعد المحكمة على حل القضية، ويجب تحصين مكان الجريمة وتشميع الوكالة حتى الانتهاء من البحث والوصول إلى فك لغز الجريمة لكن شيء من هذا لم يحدث. ونحن نعرف جيدا من هم القضاة في المغرب ولا داعي للخوض في هذا الشأن.

وقد ارتكب القاضي خطأ فادحا عندما نصب نفسه مدافعا عن طرف في القضية، فقد كان الأجدر به أن ينحاز إلى جانب العدالة ولا يوزع الكلام التافه يمينا وشمال، فقد طلب منه أهل الضحية أن يدلي البنك الشعبي بالشريط، فلو كان حقا رجلا عادلا لتضمن أقوالهم في المحضر وطلب من البنك إحضار الدلائل، وإن امتنع البنك عن ذلك فهو من سيتحمل المسؤولية عن ذلك وسيكون لأهل المدينة أمر آخر معه بان يسحبوا كل أموالهم منه ويتحول بعد ذلك إلى وكالة مفلسة.

وعلى الرغم من كل ما حدث وتواطؤ كل أجهزة النظام في الجريمة فغدا سيأتي يوم جديد للثأر ولن ننتظر أحدا لكي ينشئ لنا مجلسا للمصالحة ولن نعفو عن الجلادين أبدا بل سنذيقهم شيء مما ذقنا من مرارة العذاب والحرق والشنق وهيهات هيهات فما الغد بقريب.

المتقي أشهبار

كاتب روائي من الريف

-------------------------------------------------

جمعة الغائب

المتقي أشهبار كاتب روائي من الحسيمة

لا بد على كل المسلمين في المغرب، بعد أحداث مراكش التي وصفتها السلطات المغربية بالإرهابية أن يؤدون صلاة الغائب على هؤلاء الشهداء المغاربة وكذا الفرانسويين وغيرهم من الجنسيات الأخرى. وهذه خصلة حميدة في المغاربة لأنهم يصلون بالجملة حتى وان تواجد من بين الشهداء الفرانساويون كلب من بيت بول أو هرة من هرر تيريزا المكسيكية، فالواجب على المسلمين المغاربة بعد أن يؤدوا صلاة الجمعة أن يصلوا صلاة الغائب على هذا الكلب أيضا، وهو توجيه من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وما على الإمام إلا أن ينفذ الأوامر أو يسأل سؤالا، ويحاسب حسابا مريرا.

وقد قام المصلون وقمت معهم بالطبع لأداء الصلاة على الغائب وعيون أعوان السلطة منتشرة في أرجاء المسجد تسجل كل حركة وكل سكنت، وقد أثار انتباهي سخط أحد المصلين الذي كان معي في الصف وقد تفوه بكلمة السخط: "واش حتى لفرانسيس غنصليو عليهم" وجدت كلامه صحيحا لأن الصلاة لا تجدب إلا على الموتى المسلمين أما غيرهم فكل له شريعته وله قوم يتكلفون به، وهنا كان الواجب على الإمام أن يحدد الموتى الذين سنصلي عليهم صلاة الغائب؛ المسلمون فقط أم المسلمون وباقي الموتى من الآدميين أم كلهم مسلمون وغيرهم من النصارى واليهود وكلابهم التي استشهدت معهم. لكنه لم يفعل وقام المصلون فصلوا كل حسب نيته، وأغلبهم صلوا بالجملة لأنهم لم يعرفوا شيئا، وما أظنهم سمعوا بأحداث مراكش.

لكن الأمر الذي أثار حفيظتي ليس الصلاة على الموتى المسلمين ولا من انفجر معهم من مسيحيين ويهود وكلاب وجماد... بقدر ما أثار حفيظتي هذا النظام القائم بالبلاد الذي يتمادى كل يوم في الضحك على ذقوننا، وكأننا قطيع من الماشية يفعل بها ما يشاء. فإلى حدود الأمس القريب مات أو قتل أو أحرق النظام 5 شبان يافعين في وكالة بنكية في الحسيمة، وذلك طبعا بعد تقتيلهم وتجزيرهم في الكوميسارية وممارسة كل أنواع التعذيب في حقهم قبل أن يسلموا أرواحهم للباري عز وجل. ولم يخرج وزير الأوقاف ولا وزير الداخلية ولا غيرهم من خدام هذا النظام الفاسد في البلاد، لكي يصلوا صلاة الغائب على هؤلاء الشهداء الحقيقيين للشعب المغربي. بل عزوا الأمر إلى انخراط الشباب في أعمال عنف وتخريب وأشاعت الفوضى في المدينة عشية يوم 20 فبراير، ونحن نعرف جيدا من أشاع الفوضى وخرب مدينة الحسيمة وأحرقها ودمر ممتلكات الخواص والعامة. ومن أخرج الستافيتات وبدأ يدهس الناس في الشوارع ويقتلهم بلا رحمة ولا شفقة، لقد صورنا ذلك ودوناه وأرسلناه إلى كل مناب الإعلام الحر في العالم، أما منابر الشيخات والعري والدعارة فلا نلتفت إليها أبدا. كما تركنا نسخة في الأرشيف ليطلع عليها أبناؤنا وحفدتنا ويعلموا جيدا أن العلاقة التي تربط الريف بالنظام الطاغي في الرباط هي علاقة الدم والنار والثأر والانتقام. وهو تاريخ طويل سنبقى نعلمه لأولادنا وأحفادنا علهم يفعلون ما لم نقدر نحن فعله.

وهنا نرى يوما بعد يوم أن شهداء الشعب المغربي لا يستحقون صلاة الغائب في حين يستحقها النصارى وكلابهم وهذا باعتراف لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي تقتات على حساب جيوب المغاربة، ولا أسف على كل هذا لأننا نعلم جيدا قيمة هذا الشعب عند النظام، وقيمة الفرنسيين عنده أيضا، وقيمة شهدائنا عندنا... وهكذا دواليك دواليك.

المتقي أشهبار

كاتب روائي من الريف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق