الجمعة، 4 مارس 2011

رسالة إلى محمد السادس:أنتم المسؤولون عن إحراق الريف

لا يجادل إثنان في كونكم الحاكم الأول في البلاد، السياسي الأول، الإقتصادي الأول، وصاحب كلمة الفصل في كل صغيرة وكبيرة في هذه البلاد، فباعتباركم ملك البلاد تتمتعون بصلاحيات واسعة لا تتمتع بها أية جهة سياسية أخرى وفق فصول الدستور الممنوح، والذي عدله والدكم في ثلاث مناسبات على مُقاسه الخاص. أنتم من يتحمل مسؤولية كل الإنزلاقات والأحداث التي تهز البلاد من حين لآخر.

أنتم الملك "أمير المؤمنين"، فوق الأحزاب السياسية، وأنتم الحكم حسب الدستور الذي تحكمون به البلاد اليوم، وهو بالمناسبة دستور غير ديموقراطي لأن الشعب المغربي لم يصوت لصالح هذا الدستور، وأنتم "المخزن" الذي يتحكم في رقاب البلاد والعباد وبالتالي فأنتم بشكل أو بآخر مسؤولون عن إحراق الريف (الذي سبق أن أحرقه والدكم في 1958-1959 و 1984) وباقي المناطق المغربية.

أنتم ملك بلاد المخزن وهذه المخزن هو المسيطر على كل مناحي الحياة العامة (اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا...) في البلاد، فلا البرلماني و لا الوزير ولا الأحزاب ولا حتى المجتمع يتحكم في نفسه واختياراته في بلاد المخزن. فالوزراء معينون، والبرلمانيون لا يمثلون إلا أنفسهم، و الحكومة "حكومة صاحب الجلالة"، و حياة البرلمان بين يدي "صاحب الجلالة" له أن يحيها أو يميتها وقت شاء وفق فصول الدستور الممنوح.

أنتم إذن هو محرك الحكومة والأحزاب والبرلمان وباقي مؤسسات دولتنا، وهي للأسف كلها مؤسسات ينخرها الفساد من كل الجوانب، وهذا يعني أنكم مسؤولون عن هذا الفساد.

وهذا الفساد الذي أصبح يمشي بخيلاء أمامكم هو الذي أجج الوضع في الريف وأدى إلى إحراق الحسيمة وآيث بوعياش وإمزورن.

هذا الفساد الذي حظي "بعنايتكم المولوية" عندما عينتم أكبر لص عرفه المغرب وزيرا أولا رغم أنوفنا.

هذا الفساد الذي قمتم شخصيا بدعمه عندما قررتم "صُنع الناطق الرسمي" باسمكم في الريف دون علمنا، مع ما ترتب عن ذلك من تشجيع لاقتصاد الريع وثقافة "التسول" وشراء الذمم ...

هذا الفساد الذي شجعتموه في الريف بسكوتكم ، إن لم نقل بدعمكم، لأحزاب تلاعبت بنا باسمكم.

إن شباب الريف بالخصوص، والشباب المغاربة بصفة عامة، قد سئمو من الوعود تلو الوعود دون أية نتيجة. ووجدو أبواب الأمل مسدودة في وجوههم، وهو الذي خلق في نفوسهم المتعطشة للكرامة الإنسانية غرائز الإنتقام من كل شيء يذكرهم بـــ "المخزن" .

أنتم إذن مسؤولون بشكل أو بآخر عن فساد دولتنا عبر سكوتكتم، بل ودعمكم، لممارسات ديكتاتورية بكل ما تحمله الكلمة من معنى تعود إلى العهد البائد. فتحملوا كامل مسؤولياتكم لإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي عبر تنازلكم عن صلاحياتكم الكبيرة لتتمتعوا بسيادة رمزية كما هو الشأن في الديموقراطيات العريقة، واتركوا الشعب يختار من سيتولى تسيير أموره.

مؤخرا قمتم بتدشين ما يسمى بـــ "المجلس الإجتماعي والاقتصادي" وهو مجلس آخر من مجالس المؤانسة التي أسستموها في عهدكم، مجالس لا تسمن ولا تغني من جوع، محكومة بهواجس الإستشارة فقط.

نحن نريد حكومة نختارها بأنفسنا عن طريق انتخابات حرة ونزيهة دون تدخل أية "إدارة". نريد أن نشارك في الحياة السياسية لكننا نقاطع الإنتخابات والأحزاب التقليدية، فهل تعلمون لماذا؟

إننا في ظل الدستور الحالي لسنا مواطنين بل رعايا، ومجرد أرقام انتخابية، والدستور الذي ينظم الإنتخابات لا يعترف بنا، ولا يضمن لنا أية حقوق كمواطنين. وفي ظل الدستور الحالي أنتم هم الأحزاب، أنتم المؤسسات الإقتصادية، أنتم البرلمان بغرفتيه، أنتم الحكومة ... فلماذا إذن سنشارك في الإنتخابات ما دمتم أنتم كل شيء؟

توقيع : أحد ضحايا الظلم السياسي والاجتماعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق