الأحد، 27 مارس 2011

“بيان صادرعن لقاء التنسيقية الوطنية للحركة الثقافية الأمازيغية بـأمكناس”

تحية المجد والخلود إلى كافة شهداء المقاومة المسلحة و أعضاء جيش التحرير عبر تامزغا وكذا إلى كل شهداء الفكر الديمقراطي التحرري شهداء القضية الأمازيغية وشهداء الثورات والانتفاضات الشعبية.

تحية الصمود و التحدي إلى المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية القابعين في سجن “تولال” بــأمكناس، كل من مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية أوساي مصطفى و أعضوش حميد.

تحية إجلال و إكبار لإيموهاغ (التوارق) الصامدين والمناضلين من أجل الوجود جنوب تـامـزغـا وإلى الثوار الليبيين المقاومين لدكتاتورية القذافي وإلى أبناء الجزائر المقموعين عن الاحتجاج من طرف همجية نظام الجنرالات الاستبدادي وكذا إلى كل الشعوب المنتفضة والتواقة إلى الانعتاق والتحرر ( الأكراد، اليمن، سوريا…).

انعقد اجتماع التنسيقية الوطنية للحركة الثقافية الأمازيغية بـأمكناس لتدارس العديد من مستجدات القضية الأمازيغية والحركة الطلابية في ظل الأحداث والتطورات الراهنة سواء على المستوى الدولي أو على مستوى تامزغا خاصة وأنها تمس القضايا المصيرية للشعب الأمازيغي، الذي ليس المغاربة إلا أحد مكوناته، مما يستوجب تعاطيا إيجابيا وفعالا مع هذه المتغيرات لتحصين المكتسبات وانتزاع المزيد من حقوقنا.

لكننا نسجل أنه لم يتغير الشيء الكثير في تعامل الأنظمة القائمة مع القضايا والمطالب العادلة والمشروعة للشعب الأمازيغي، بكل مكوناته وفئاته وعلى مستوى مختلف بلدان تامزغا، رغم أنوار الثورات والانتفاضات الشعبية الساعية للتخلص من براثن الاستبداد وتحقيق التغيير الجذري الذي يضمن للجميع الحق في المواطنة الكاملة والكرامة و المساواة و العدالة عبر بناء اجتماعي يوفر لهم شروط الحرية والعيش الكريم والقطيعة مع التبعية والاضطهاد.

ففي المغرب، لازال المخزن مستمرا في استعمال آلياته القديمة للالتفاف حول المطالب الديمقراطية لعموم المواطنين سعيا وراء ربح الوقت وإفراغ النضالات و التضحيات الشعبية من مضمونها التحرري. إذ رغم كل الحناجر التي توحدت للمناداة بالتغيير والقطيعة مع القهر والفساد في سبيل تشييد ديمقراطي لمرحلة جديدة ودولة مدنية تسع الجميع، تكون فيه السلطة للشعب لا لبضع عائلات مخزنية متواطئة مع الاستعمارات القديمة/الجديدة من أجل الاستبداد بالحكم والثروة، إلا أن الأوضاع لم تتغير نحو الأفضل بل زادت سوءا، فلا زال التعاطي مع المطالب الدستورية فوقيا ولازال الاعتقال السياسي قائما، كما لازال الإجهاز على حقوق الحركة الطلابية وباقي القطاعات الحيوية و اليومية للمواطنين وكذا قمع الحركات الاحتجاجية والانتفاضات الشعبية واقعا معاشا.

وفي هذا السياق، لابد من توضيح التعامل السلبي للمخزن مع المطالب الأمازيغية التي صارت أكثر إلحاحية وقوة بعد تصاعد وتيرة وعي المغاربة بهويتهم الأمازيغية و تبنيهم الفعال للقضية الأمازيغية في شموليتها، حيث ازداد المخزن العروبي تعنتا في سعيه نحو إسكات الصوت الأمازيغي الحر و محاولة احتواء وفرملة النضال الأمازيغي عبر تشويه الخطاب الأمازيغي وإفراغه من محتواه التحرري و الديمقراطي وكذا قمع النضال الأمازيغي و التضييق عليه بمختلف الوسائل و المؤامرات، وما استمرار اعتقال مناضلينا/معتقلي القضية الأمازيغية السياسيين و متابعتهم والحط من كرامتهم إلا أحد أوجه هذا القمع المخزني، كما أن استمرار تأليب المخزن لبيادقه من داخل الساحة الجامعية لاستهداف مناضلي ومناضلات الحركة الثقافية الأمازيغية جسديا وممارسة مختلف أشكال العنف المادي والرمزي في حقهم ليس إلا وجها آخر لهذا القمع الممنهج خاصة على مستوى موقع إمتغرن الصامد (الرشيدية) حيث الدعم المطلق لعصابات “البرنامج المرحلي” في إعلانها عن مواجهة مفتوحة منذ أكثر من أربعة أشهر على مناضلاتنا ومناضلينا وعزمها استعمال مختلف الأسلحة البيضاء و المؤامرات لتصفية واجتثاث مدرستنا التحررية المتمسكة بالنضال السلمي.

وعليه، نحيي عاليا معتقلينا السياسيين على صمودهم وموقع إمتغرن على تحديه للتكالب المخزني وتصديه للميليشيات الإجرامية، وكذا كل مواقع الحركة الثقافية الأمازيغية والحركة التلاميذية الأمازيغية وامتداداتها الموضوعية بالشارع على انخراطهم ومساهمتهم الفعالة في تأطير المواطنين و توعيتهم بالقضية الأمازيغية بالشكل الذي تجلى لمختلف المتتبعين للمسيرات السلمية الاحتجاجية التي يعرفها المغرب، و نذكر بتضامننا ومساندتنا اللامشروطة للمعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية وموقع إمتغرن في محنتهم، وتجديد دعوتنا لكافة مناضلي القضية الأمازيغية الأحرار لتجاوز الخلافات و توحيد الصفوف والرؤى لتحقيق المطالب الأمازيغية و الإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية و لتحصين نضالاتنا ضد الاستهداف المخزني.

كما ندعو مختلف مكونات الحركة الطلابية إلى التفكير الجدي في توحيد نضالاتنا و الرقي بها حتى نستطيع انتزاع حقوقنا الكاملة و التعبئة المكثفة للمشاركة الواعية و العقلانية في النضالات الشعبية قصد التحقيق العاجل للمطالب الديمقراطية لكل أبناء المغرب المتمسكين بالانتفاض لانتزاع حقوقهم و تفكيك المخزن و التخلص من التبعية الاقتصادية و اقتصاد الريع ومركزية السلطة والثروات والقرارات…

أيضا، لا ننسى أن نندد بالقمع المخزني للمتظاهرين و بالحصار الممارس على كل المناطق المنتفضة وعلى الجامعات المغربية حيث العسكرة المستمرة للحرم الجامعي، وتضامننا مع أسر الشهداء والمصابين وكل المتابعين وسط تعتيم غير مسبوق لوسائل الإعلام المخزنية التي تكاثفت مؤامراتها في تشويه الحقائق ومحاولة تقزيم الحركة الاحتجاجية ومطالبها، في حين أن المدخل إلى التغيير الحقيقي هو عدم الاستمرار في سياسات الوصاية والمنح بأن يكون الشعب هو المبلور للدستور الديمقراطي شكلا ومضمونا، دستور يقر بـأمازيغية المغرب كدولة مدنية مع ما يستتبع ذلك من تفاعل مثمر مع عموم القضايا المصيرية للمواطنين بما فيها ترسيم الأمازيغية في شموليتها والإفراج عن المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية وباقي المعتقلين السياسيين و معتقلي الرأي والانتفاضات الشعبية والمسيرات الاحتجاجية، وكذا الاستجابة الفورية لكافة المطالب الشعبية مادام المخزن قد اعترف رسميا بفشل سياساته منذ الاحتقلال وأنه لم يكن يوزع على المغاربة سوى شعارات زائفة موجهة للاستهلاك الخارجي بينما يصارع جل المغاربة مختلف الأزمات في صمت لم يكن ليزيدهم إلا تأزما ومعاناة، أو كما قال “ميس ن رحاج سلام أمزيان” قائد انتفاضة الكرامة بالريف 59-1958 :

“أنت حر في أن تفتح عينيك، ولست حرا في أن ترى بهما الحقيقة

أنت حر في أن تملأ عينيك بالدموع، ولست حرا في أن تبكي”

عن: التنسيقية الوطنية للحركة الثقافية الأمازيغية

حرر بـأمكناس يوم: 13 كرايور 2961 الموافق لـ26 مارس 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق