بقلم:محمد آيت أعل
Mohamedaaol@gmail.com
عاشت مدينة سيدي يحيى الغرب على بعد اسبوع من حلول يوم الاقتراع الموافق ليوم الجمعة 12 يونيو 2009 ,ديمقراطية من كوكب آخر,أو بالأحرى هي نهاية الديمقراطية التي أعلن عن انطلاقها منذ سنوات بالمملكة الشريفة,هكذا وبعد أن استطاع كل من هب ودب الحصول على حق الترشح رغم توفره أو عدم توفره على الأهلية المتمثلة في المستويات الدراسية والسياسية والثقافية,قام أصحاب المال والنفوذ من المترشحين بتسخير كل ما يملكونه من أموال في سبيل الفوز باللانتخابات الجماعية بشتى الوسائل فارتفعت القيمة المالية للأصوات حيث تراوحت بين 100 درهم و1000 درهم وذلك مرتبط بمدى اخلاص الناخب للمترشح على مدى اللانتخابات الماضية,فمثلا يشترى الصوت ب 100 درهم في المنطقة الفلانية لكونها حديثة العهد وليست دائمة الدعم للمترشح,بينما تتلقى مناطق أخرى مبالغ ال1000 درهم لكونها مساندة لنفس المترشح منذ سنوات.
المشكلة لا تكمن هنا,(أو ليكلا جطو يغمض عينو) بل المشكلة تكمن في أن سكان مدينة سيدي يحيى لم يتعلموا الدرس جيدا من الفيضانات الأخيرة التي شردت السكان القاطنين بالأحياء الصفيحية وخلقت أضرار مادية,حيث أنهم عوض أن يستغلوا المناسبة ويعبروا عن سخطهم على ما تقوم به السلطات المحلية من نهب للمال العام وإعطاء وعود بمشاريع خيالية,سيتجهون كالعادة لصناديق الاقتراع لاختيار مرشحهم ذي الشخصية الكارزمية الذي يعتبر حسبهم بالرجل العظيم فاعل الخير لما ينفقه من أموال قبل يوم الاقتراع,سيحصد أضعافها بعد توليه الرئاسة.
هم إذن أكثر من 200 مترشح,بينهم الحاصل على شواهد دراسية عليا لكنهم معدودون على رؤوس الأصابع وبينهم من لم يتجاوز السنة الثالثة ابتدائي وهم الذي يشكلون حصة الأسد للأسف الشديد.لكن مايجعل الآمل قائما هو وجود عناصر نسوية على الأقل إذا نهبن المال العام لن ينهبن 10 في المائة مما ينهبه الرجال.
وما زاد الطينة بلة هو ما يتخلل موسم الانتخابات هذا من معارك دموية تكون أحياء التجهيز رحاها,ليس بسبب اختلاف الأيديولوجيات وإنما بسبب أمور قبلية وأهلية,كأن تأتي مثلا وتقول إن فلان (شفار) أو (مكلخ) فتلتفت وراءك وترى جسشا جرارا حاملا المجارف والسيوف,لتنطلق بذلك حرب الانتخابات بين المؤيد والمعارض وترى النساء أيضا اللواتي تنخرهن الأمية يطلقون الزغاريد ويضربون (الطر) لكل من عارضهم وأراد التصويت لمترشح منافس.
من لم يعش في سيدي يحيى فلن يدرك ما وصلت إليه الديمقراطية في بلادنا,مدينة تعيش انفلاتا امنيا وتعاني من ركاكة البنية التحتية و ارتفاع معدلات الفقر والبطالة,ورغم ذلك (حتى حاجة ما كتكر فيهم).ومن هذا المنبر أرفع تحية إكبار وإجلال إلى الأمازيغ الأحرار بكل من الجنوب الشرقي وقرى سوس الذي يقاطعون الانتخابات وليرجع الصندوق الى الرباط فارغا (كيصفر),لأنهم داقوا من مرارة الحياة الشيء الكثير,عانوا من قساوة البرد والثلوج,وعانوا من غياب دعم الدولة المغربية لهم فاكتشفوا قساوة الحياة ومرارتها وكما يقول المثل المغربي (ما حس بالمزود غير المخبوط به)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق