الاثنين، 6 فبراير 2012

عاجل من سجن تولال ب أمكناس

وسط اليأس تنبعث الانسانية و تتقوى المقاومة
بعيون معتقل
نحن بصدد الدخول في السنة السادسة من الاعتقال السياسي كضريبة نضالية في خدمة مشروعية للقضية الأمازيغية , مرت خمس سنوات , ونحن نساير ما يحدث من تطورات وانتكاسات سياسية و اقتصادية واجتماعية , فما عرفه أموروكوش "المغرب" من حراك سياسي وما يجتازه من مرحلة تاريخية لم ثغير من المعالم السياسية بعد , حيث ما نستقبل من أخبار يبرز أنها ما تزال حبيسة وسجينة قوالب العمل الرسمي , فما عرفته الساحة السياسية من نقاشات وما أفرزته من تعددية الأفكار و المواقف خاصة فيما يتعلق بالقضية الأمازيغية , فانها لم تكن لتتجاوز النخبة و النظام الدي يعتمد على سياسة الاحتواء , واقتسام الأدوار لضمان استقرار المجتمع والحفاظ على الشرعية التاريخية , وهو ما يفسر الطابع المرحلي للاستجابة لمطالب الحركة الأمازبغبة وفق أجندة قائمة وقوانين راسخة للدولة مند الاحتقلال . ومن الغرائب أن يتم دسترة اللغة الأمازيغية في دستور معدل كلغة رسمية في غياب سياق لا أساس فيه لأي ارادة سياسية تمكن اللغة الأمازيغية من تبوء مكانها الصحيح في الدستور "المعدل" وليس اعتبارها مجردة لغة رسمية من الدرجة الثانية و تقزيم مكانتها التاريخية في عيون الشعب الأمازيغي , بالاضافة الى كيفيات تقنينها وتنظيمها ودلك باخضاعها لشروط وقوانين وضعية و تنظيمية و الأغرب أن يصادف ترسيم الأمازيغية في الدستور تنصيب حكومة ملتحية لا تتقن الا العداء الشريف للأمازيغية وتحسن خطابات شعبوية مسمومة مائعة فاضحة ومفضوحة, اضافة الى القناة الأمازيغية "الثامنة" التي يطبعها طابع فلكلوري لا يليق ومقام المشاهد الكريم , واعتباطية تدريس اللغة الأمازيغية بشكل فوضوي لا يستجيب لمعاير تعليم مؤسس على برامج تربوبة تستجيب لارادة الشعب الأمازيغي"المغربي", واستمرار سياسة نزع الأراضي و تفريخ الخنزير , وكدا استمرار الاعتقال السياسي الأمازيغي الدي لم ولن يغير من ارادة الانسان الأمازيغي مهما كانت الوسائل الممنهجة والحاطة من كرامة الانسان و التي لن تزيده الا صمودا و مقاومة . ان نهج فلسفة الاعتقال السياسي وسلب الحرية وتلازم المعتقل في يقظته ونومه , و الافراط في المنع (multiplier les interdits) , المراد منها تدمير جوهر الانسانية , رغم وجود المعتقل أساسا في زنازن مغلقة باحكام واجراءات أمنية صارمة مع عدم نسيان تسجيل استمرار التمييز العنصري في حق معتقلي القضية الأمازيغية بعد الافراج الأخير عن شيوخ السلفية الجهادية بتاريخ 05/02/2012 . ادا فواقع القضية الأمازيغية تدور في فراغ بيولوجي واضح , استسلم معه الانسان الأمازيغي لليأس و الاحباط لكن من وسط هدا اليأس يولد الأمل لمواجهة المحو و الابادة , وتكبر المقاومة و تتقوى , وتنبعث الانسانية.

أن استمرار الاحتجاجات و الانتفاضات و الاعتصامات المفتوحة ك " تازا , أيت بوعياش , توروك , اميضر , تيوغزا....|" وغيرها يأتي طلبا في العيش الكريم و تدوق الحرية , وعدم الاستجابة لمطالب ونضالات واحتجاجات الشعب الأمازيغي – وحتى لا نكون عدمين – فجميع الاشارات و المؤشرات من لدن السلطة غير دات دلالة على التغيير الحقيقي , بل هي مجرد روتوشات ضعيفة وحلول ترقيعية دون أي قطيعة مع الماضي , حيث جل الاصلاحات لا تمس جوهر الاشكالات المطروحة ان على المستوى السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي ما يبين بشكل واضح أن النظام السياسي ليست لديه الارادة و الجرأة الكافيتان و القدرة اللازمة نحو التغيير الجدري لوجود مصالح ناشئة ومتجدرة غير مستعدة للتنازل عن ما راكمته من ثروات وعدم وجود ارادة فعلية في محاربة الفساد و المفسدين . تسويق وهم التغيير و الاصلاح و الظاهر يبين عكس دلك في استمرارية الأزمة و الاعتقال السياسي , ودغدغة مشاعر الشعب عبر خطابات تأثيرية عاطفية شعبوية محكمة على العقول في ممارستها للاستيلاب الفكري و الهوياتي , واخماد نيران الاحتجاجات الشعبية , مسكنات لن تدوم أبدا , ولن تخضع الشعب كل الزمن , فعدم وضوح الرأية السياسية تندر بوقوع لحظات الانفجار في أي لحظة , خاصة في الوقت الدي تعرف فيه شمال افريقيا "تمازغا" والشرق الأوسط وبعض الدول الأروبية احتجاجات عارمة وثورات شعبية ديموقراطية ضد الاستبداد و الفساد رهينة التحديات الاقتصادية و التطورات السياسية التي يعرفها العالم .
ادا كانت الدولة تحافظ على استقرار النظام بفضل الممارسة السياسية بحبك تحالفات استراتيحية , و العنف المشروع و الاعتقالات السياسية فالمطلوب من الحركة الأمازيغية هو تقعيد النضال للمزيد من الاستمرارية و الصمود و التحدي كحركة سياسية واحتجاجية ديموقراطية ضد كل أشكال التهميش وضد سياسة التفقير الممنهجة , وضد اليأس و الاستيلاب الهوياتي , و توحيد الحراك الاحتجاجي لاجتياز كل الكوابح و الروادع السيكولوحية للولوج الى عالم الانعتاق و الحرية.

حميد أعطوش
05/02/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق