الجمعة، 31 دجنبر 2010

التنسيقية الوطنية للحركة الثقافية الامازيغية "بـــيــــان تضامني و تنديدي"

تحية المجد والخلود إلى شهداء الفكر الإنساني الحر شهداء القضية الأمازيغية وكذا شهداء المغرب الحقيقيين شهداء المقاومة المسلحة و أعضاء جيش التحرير.

تحية الصمود و التحدي إلى المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية القابعين في سجنتولالبــأمكناس، كل من مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية أوساي مصطفى و أعضوش حميد.
تحية إجلال و إكبار لإيموهاغ (التوارق) الصامدين والمناضلين من أجل الوجود جنوب تـامـازغـا، ولكل مناضلي القضية الأمازيغية الأحرار بشتى بقاع تامازغا و الدياسبورا...

عرف الدخول الجامعي لهذا الموسم حركية نضالية واسعة شملت معظم الجامعات المغربية تزامنا مع الظرفية الحساسة التي تشهدها الحركة الطلابية و القضية الأمازيغية، خاصة في ظل تكالب المخططات المخزنية واستهدافها لكل صوت نضالي واع و عقلاني حر. لذا، واستمرارا في أشكالها النضالية الإشعاعية، قامت الحركة الثقافية الأمازيغية بتنظيم العديد من الأشكال النضالية التنويرية و الاحتجاجية المختلفة (حلقيات النقاش، أيام الطالب الجديد، أسابيع و أيام ثقافية، معارك نقابية، تضاهرات تضامنية مع المعتقلين ومع الإنتفاضات الشعبية… ) بجميع المواقع، قصد حث الجماهير الطلابية على ضرورة النضال من أجل انتزاع كافة الحقوق وتحصين ما تبقى من مكتسبات، والتوعية بالقضية الأمازيغية في شموليتها وبقضية معتقلينا السياسيين-معتقلي القضية الأمازيغية على ضوء آخر المستجدات، فتم التعريف بظروف الإعتقال السياسي والتأجيلات المتكررة للمحاكمات والأحكام الجائرة التي صدرت في حق مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية “مصطفى أوساي” و “حميد أعضوش” وذكر تفاصيل الملف والتهم المفبركة الموجهة إليهم والغرامات المالية الخيالية الصادرة في حقهم وفي حق المفرج عنهم الذين لا زالوا يعانون من طائلة المتابعات القضائية وطول مدة التأجيلات الغيرمبررة (أمكناس، إمتغرن، أكَادير، …) وكذا التنبيه إلى خطورة التهم الموجهة إلى مناضلي القضية الأمازيغية (الميز العنصري، التحريض على التفرقة، …)، كما تم ذكر بعض الوسائل التي استعملها المخزن لقمع و احتواء إيمازيغن (إعتقال علي صدقي أزايكو و اختطاف واغتيال بوجمعة الهباز 1981، اعتقالات تيليلي 1994، إستشهاد قاضي قدور 1995، إنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية 2001، بث “القناة الأمازيغية”…).كذلك، تم التعريف بالعديد من المحطات النضالية الموشومة في الذاكرة الجماعية لشعبنا الأمازيغي (انتفاضات: الأطلس 1956و1958، تافيلالت 1957، الريف 1958-1959، انتفاضة 1984…، استشهاد قاضي قدور و مانو داياك…) والتذكير بالأحداث التاريخية التي كان لها أكبر الأثر في ما يتعرض له الإنسان الأمازيغي من سياسات التفقير والإقصاء والتهميش والتهجير الممنهجة (مفاوضات الخيانة ب “إيكس لي بان”، تصفية واختطاف أعضاء جيش التحرير…) قصد كشف زيف شعارات المخزن المتغنى بها (دولة الحق والقانون، طي صفحة الماضي، العهد الجديد، التنمية البشرية، الإنصاف والمصالحة، الجهوية المتقدمة أو الموسعة، إصلاح القضاء…) والتحذير من خطورة المخططات التخريبة التي تستهدف مكتسبات الطالب المغربي (الميثاق الوطني للتربية والتكوين، الإصلاح الجامعي، المخطط الإستعجالي، خوصصة وعسكرة الحرم الجامعي…) وفضح الممارسات المخزنية التي ترمي إلى إسكات الصوت الأمازيغي الحر ومحاولة احتواء وفرملة النضال الأمازيغي عبر تشويه الخطاب الأمازيغي وإفراغه من محتواه النضالي والديمقراطي وقمع مناضليه الأحرار والتضييق عليهم، خصوصا بعد التزييف الإعلامي الممخزن لمضمون الإنتفاضات الشعبية الحالية ذات الطابع الهوياتي والتعتيم الحقوقي على مطالب الحرية و الكرامة التي يرفعها إيمازيغن الذين ازدادت وتيرة نزع أراضيهم و نهب خيراتها بنفس الظهائر الإستعمارية وتصاعدت حدة “الورشات” و “المخططات” و “المشاريع” الموصوفة زورا بـ”الوطنية”، الرامية إلى تفويت ما تبقى منها إلى شركات المخزن وأسياده بمباركة من أبواق عروبة البترودولار فوق أرض تامازغا رغم “عتاب” اللجنة الأممية الموجه إلى هذا النظام التمييزي.

هذه الأشكال النضالية شهدت التفافا وتآزراً جماهيريا واسعا و مشاركة مكثفة وفعالة تدعم عدالة و مشروعية مطالبنا وتدحض كل التهم الموجهة للمعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية ومناضليها الشرفاء، خاصة بعد أن انضاف موقع ايت ملال (بني ملال) المناضل إلى جسد الحركة الثقافية الأمازيغية منظما أيامه الإشعاعية التأسيسية الأولى وسط هذا الشهر و ضاخا لدماء جديدة في سبيل القضية الأمازيغية كرد قوي على من يشك في قوة خطابنا و رسالة واضحة لمن يكيد و يتآمر علينا. فكون الحركة الثقافية الأمازيغية المكون الوحيد الحامل لهم الشعب الأمازيغي من داخل الساحة الجامعية جعلها تستطيع أن توصل خطابها التنويري و تصورها الراديكالي والعقلاني إلى الطاقات الطلابية المناضلة التي تفاعلت معه بشكل إيجابي مثمر مكنها من بلورة خطاب ينسجم والمستجدات لتستفيد من الزخم والإرث النضالي الذي راكمته لسنين داخل الجامعة المغربية و تستثمره في الشارع السياسي، وذلك من خلال تأطير مناضليها للفعل الإحتجاجي في العديد من المناطق، كان آخرها، زيارات لأسر المعتقلين و تظاهرات بتنجداد و النقوب و تين إغير و بومال ن دادس، و توسيع رقعة الحركة التلاميذية الأمازيغية التي ازداد عدد مواقعها و انتشر عملها النضالي بشكل فعال. مما جعل المخزن العروبي يزداد استمرارا في سياسته الاقصائية التمييزية بعد مواصلته تسخير بيادقه من داخل الساحة الجامعية قصد قمع الحركة و كسر شوكة النضال الأمازيغي بالجامعة المغربية.

فبعد مسلسل الإعتداءات والمضايقات التي كانت ولا تزال تستهدف مناضلي ومناضلات الحركة منذ بروزها بالجامعة المغربية (خاصة: 1999، 2001، 2003، 2005، 2007، 2010 بـأكَادير…)، تصاعدت حدة الإستفزازات و التحركات المشبوهة لأذناب المخزن في جل المواقع، لتقوم مؤخرا ميليشيات “البرنامج المرحلي” الإجرامية، المتكون في أغلبه من أشخاص لا علاقة لهم بالجسم الطلابي (معطلين، منقطعين عن الدراسة، مبحوث عنهم أمنيا، …)، بالهجوم، خلال ثلاث مراحل من بداية هذا الموسم الدراسي، على مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية بموقع إمتغرن (الرشيدية) الصامد وسط الحرم الجامعي و الحشود الطلابية التي كانت تستعد لاجتياز امتحانات الدورة الأولى ، بمختلف الأسلحة البيضاء (كان آخرها الهجوم الهمجي على 4 مناضلين كانوا يراجعون دروسهم بالمكتبة الجامعية للكلية المتعددة التخصصات يوم 28-12-2010) مما أدى إلى إصابة بعض المناضلين إصابات خطيرة و تستدعي تدخلا جراحيا عاجلا، بالإضافة إلى مجموعة من الألفاظ النابية و النعوت القدحية في حق رموز هويتنا كما تم تهديد مناضلينا ومناضلاتنا علانية بالتصفية الجسدية سعيا وراء كبح مدنا النضالي و جره إلى مستنقع العنف و ترهيب الجماهير الطلابية من تبني القضية الأمازيغية خدمة للخطاب الرسمي المخزني و تكريسا لأزمة أوطم البنيوية بتمهيد الطريق لمجموعة من المخططات التي تروم إقبار العمل النقابي و السياسي داخل الجامعة و شرعنة العنف عوض المقارعة الفكرية و تسييد قيم الحوار و الإختلاف و التعدد و النسبية.

هذا الاستهداف الجسدي الخطير لمناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية لم يكن من قبيل الصدفة أو نتيجة “مراهقة فصائلية” بل هو مخطط تصفوي مخزني يستهدف حركتنا الاحتجاجية الهوياتية و ينفذه هؤلاء المجرمون بتواطؤ خسيس ومكشوف من أجهزة المخزن، خاصة بعد التشجيع القانوني لهم إثر طعن ما يسمى بالمجلس الأعلى للقضاء، يوم 16-12-2010، في طلب النقض و الإبرام الذي تقدم به المعتقلون السياسيون للقضية الأمازيغية في خصوص الأحكام الفوقية الصادرة في حقهم وذلك رغم الإبراز المقنع لثغرات الحكم وتعليلاته و الخروقات التي شابت الملف منذ الإعتقال التعسفي إلى صدور الأحكام الجاهزة التي طبخت منذ البداية على أساس خلفيات و اعتبارات سياسية، ليتضح بجلاء زيف شعار”استقلالية القضاء” الذي ليس في الأخير سوى أداة أخرى للمخزن لإخضاع الشعب.

مباشرة بعد ذلك، أقدمت المندوبية العامة للسجون يوم 17-12-2010 على ترحيل كل من المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية حميد أعضوش و مصطفى أوساي (ملفين عدد: 10-2687 و 10-2688 المحكوم عليهم زورا و بهتانا بـ10سنوات سجنا و 5 ملايين سنتيم لكل واحد منهما) من السجن المحلي سيدي سعيد بأمكناس الى السجن المحلي تولال بذات المدينة، وهو الإجراء الذي رافقته تغيرات جذرية لحقت وضعيتهما كمعتقلين سياسيين للقضية الأمازيغية والتي كانت محفوظة طيلة ما يناهز 4 سنوات من اعتقالهما التحكمي الصوري بسجن سيدي سعيد والتي اكتسباها بعد معارك نضالية طويلة من اضرابات عن الطعام وأشكال احتجاجية سواء في الشارع أو داخل المؤسسة السجنية. إذ تم الاعتداء عليهما في جو يستعدان فيه للامتحانات الجامعية بغية التأثير عليهم نفسيا و اغتصاب فصولهما الجامعية، و حجزت مجموعة من ممتلكاتهما الشخصية التي كانا يستفيدان منها في سجن سيدي سعيد رغم أن المسافة ما بين السجنين لا تبعد أكثر من 15 كلم، كما حرما من الاستفادة من التموين ومنعت الزيارة على الطلبة، أي منع تزويدهما بالمقررات والمحاضرات الجامعية وبالتالي صعوبة استمرار مشوارهما الدراسي (لا لشيء إلا أن المعتقلين السياسيين مثقفان كتبا مقالات وبيانات عديدة، كما حصلوا على مجموعة من الشواهد من داخل السجن)، ليقوم المخزن بإقحامهما في زنزانة مع معتقلي الحق العام بمن فيهم المعتادون على حالتي العود و تكرار الجريمة لأكثر من مرة، بالرغم من أن المعتقلين قد أصرا على عرض مطالبهما (التي تتلخص في : العزل عن معتقلي الحق العام، التموين بالحاجيات الضرورية للحياة اليومية، السماح بزيارة كل الراغبين دون قيد أو شرط ، توفير الشروط والظروف الملائمة لمتابعة دراستهما الجامعية، فرض الاحترام المتبادل مع موظفي السجن دون استفزازات) على المسؤولين مرتين، يومي 20-12-2010 و 27-12-2010، لكن دون أي نتائج تذكر.

مما يؤكد بالملموس، أن هذه العصابات الترهيبية تستفيد من دعم و تستر المخزن عبر توفير كافة التسهيلات التي من شأنها دفع جرعات عروبية تشجعها لتكرار الاعتداءات و استهداف مدرستنا النضالية-الحركة الثقافية الأمازيغية، بغية اجتثاثها و القضاء على كافة أشكال الاحتجاج الأمازيغي الواعي و العقلاني وفاء لتوصيات الإستعمار ومواصلة لنهج المحميين و الحركة اللاوطنية. وبما أن الحركة الثقافية الأمازيغية امتداد للمقاومة المسلحة وجيش التحرير ما دامت تناضل من أجل أن يتحرر الشعب الأمازيغي فكريا وثقافيا من كافة ضروب الإستلاب، فإننا لسنا ممن يسترخص دماء و نضالات و صمود شهدائنا و معتقلينا و مناضلينا، لذلك، وإذ نذكر بسلمية إطارنا الحداثي، نؤكد وقوفنا مع جميع المواقع ضد المؤامرات المخزنية، خاصة موقع إمتغرن الصامد، وعزمنا على تحصين مواقعنا ومناضلينا ضد كل المحاولات الإجرامية أو الاحتواية و فضح كل ممارسات المخزن وأذياله و الدفاع حتى الشهادة من أجل قضيتنا العادلة-القضية الامازيغية، وتمسكنا بحقنا في الوجود و النضال الديمقراطي. و ما دمنا “في عصر يضيع فيه الحق إذا لم تسنده قوة” كما يقول مولاي موحند بن عبد الكريم الخطابي، فلابد لنا من امتثال مقولته الشهيرة ” فكر بهدوء واضرب بقوة” لأننا “قد ننكسر لكننا لن ننحني و نطأطئ الرؤوس”.

و بناء عليه، نكرر دعوتنا للرأي العام الوطني و الدولي و لكل الضمائر الحية إلى مزيد من الدعم المادي و المعنوي للمعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية والتعريف بقضيتهم لكسر الحصار و التعتيم الإعلامي عن ملفهم مع تمسكنا ببراءتهم و صورية التهم الموجهة إليهم، و تشبثنا بعدالة مطالبنا الشرعية و المشروعة وضرورة الكشف عن حقائق الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان (اغتيال بوجمعة الهباز) ومصير جميع المختطفين ومجهولي المصير، واستعدادنا للرد على كل المحاولات الرامية إلى طمس الهوية الأمازيغية و لما يحاك ضد الإنسان الأمازيغي و الطالب المغربي، كما ندين بشدة كل أشكال العنف الممارسة في حق الحركة الثقافية الأمازيغية في مختلف المواقع (خاصة موقع إمتغرن) و الحركة التلاميذية الأمازيغية و تضامننا معها و مع المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية و المفرج عنهم و عائلاتهم في محنتهم وأسر وضحايا الكوارث الطبيعية و سياسات المخزن العروبي و كذا المعطلين والعاطلين عن العمل في نضالاتهم وباقي الحركات الإحتجاجية و الإنتفاضات الشعبية ومعتقليها (النقوب، تين إغير،بوكيدارن، ايت يحيى، تيغرمت، تاماسينت…)، دون أن نغفل تضامننا مع شعبنا الأمازيغي (خاصة إخواننا إيموهاغ الصامدين والمناضلين ضد الأنظمة الشمولية الخادمة للإمبريالية الشرسة والمناضلين الأمازيغيين المعتقلين والمختطفين من طرف ديكتاتوريتي ليبيا و مالي) و مع كافة الشعوب التواقة إلى الإنعتاق و التحرر، كذلك لا ننسى أن نحيي عاليا موقع إمتغرن على صموده و موقع أيت ملال على نضاله و كل الإمتدادات الموضوعية للحركة الثقافية الأمازيغية، فبوحدتنا نجعل أيامهم عسيرة على المرور و نحول إيديولوجياتهم المستوردة إلى ماض غير مأسوف عليه كما سينقرض الأشخاص الحاملون لهذه الجراثيم بنفس سرعة انقراض أفكارهم البالية لأن الأمازيغية للأحرار لا لخدام الإستعمار.

وفي الأخير، نحمل المخزن و أذياله كامل المسؤولية فيما ستؤول إليه الأحداث وما سيترتب عنها من تبعات ومن امتداد للائحة المصابين والشهداء والمعتقلين، فبدمائهم نستنير وعلى خطاهم نسير وليكتب التاريخ أننا سنستمر و سننتصر.

عن : التنسيقية الوطنية

للحركة الثقافية الامازيغية

حـرر يـوم : 17 ميكَيور 2960 / 30 دجنبر 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق